تفسير الثمرات اليانعة،

يوسف بن أحمد الثلائي (المتوفى: 832 هـ)

وقوله تعالى: {ذلكم فسق}

صفحة 27 - الجزء 3

  قال الحاكم: وتدل على تحريم التمسك بالفال، والزجر، والتطير، والنجوم.

  فأما التفاؤل بالخير فمباح.

  قال الأصم: ومن هذا قول المنجم إذا طلع نجم آخر وإذا لم يطلع قال: لا تخرج.

  قال المنصور بالله: ومن عمل بالأيام في السعد والنحس، معتقدا أن لها تأثيرا كفر، وإن لم يعتقد أثم.

  وقوله تعالى: {ذلِكُمْ فِسْقٌ} الإشارة إلى الاستقسام، وإلى تناول ما حرم عليهم من الأشياء المتقدمة ذكرها، والفسق: الخروج من الدين، وقد يكون كفرا، وقد يكون دونه.

  قال جار الله ¦: وإنما كان الاستقسام فسقا؛ لأن ذلك دخول في علم الغيب الذي استأثر الله به⁣(⁣١).

  وقال سبحانه: {لا يَعْلَمُ مَنْ فِي السَّماواتِ وَالْأَرْضِ الْغَيْبَ إِلَّا اللهُ} ليجعل هذا طريقا له إلى استنباطه أو لفريته على الله، من قوله: أمرني ربي ونهاني، والكهنة والمنجمون بهذه المثابة، وإذ أرادوا بالرب الصنم فكفرهم ظاهر.

  تنبيه

  إن قيل: قد ورد في الأيام (بورك لأمته في بكورها) وفي حديث: «بورك لأمتي في أثانينها».

  وورد قوله تعالى: {فِي يَوْمِ نَحْسٍ مُسْتَمِرٍّ}⁣(⁣٢).


(١) وانظر الكشاف ١/ ٥٩٣.

(٢) يقال: {فِي يَوْمِ نَحْسٍ مُسْتَمِرٍّ} علة؛ إذ لو كانت مستمرة الأبد لورد في {أَيَّامٍ نَحِساتٍ} وهي السبع الليالي والثمانية الأيام، وإلا لزم أنها نحسة الأبد، وهي الدهر، فما هو جوابكم فيها فهو جوابنا في اليوم.