تفسير الثمرات اليانعة،

يوسف بن أحمد الثلائي (المتوفى: 832 هـ)

وقوله تعالى: {وليأخذوا أسلحتهم}

صفحة 479 - الجزء 2

  فشدوا واقتلوهم، فأطلع الله نبيه ÷ على أسرارهم ونزل جبريل # بصلاة الخوف، ويقال: إنه كان سبب إسلام خالد بن الوليد.

  ونزل رفع الجناح في وضع الأسلحة في عبد الرحمن بن عوف، ومن خرج في تلك الوقعة، وقيل: في الرسول #(⁣١) لما وضع السلاح.

  المعنى من هذه الآية

  قوله تعالى: {وَإِذا كُنْتَ فِيهِمْ} أي: كنت يا محمد في الضاربين في الأرض: الخائفين.

  وقوله تعالى: {فَأَقَمْتَ لَهُمُ الصَّلاةَ} قيل: أراد صليت بهم جماعة.

  وعن الحسن: أقمت لهم الصلاة بحدودها.

  وقوله تعالى: {فَلْتَقُمْ طائِفَةٌ مِنْهُمْ مَعَكَ} يعني تقوم طائفة معك في الصلاة، وفي ذلك حذف تقديره، وطائفة بوجاه العدو، لأن جعلهم طائفتين لهذا المعنى⁣(⁣٢).

  وقوله تعالى: {وَلْيَأْخُذُوا أَسْلِحَتَهُمْ} اختلف المفسرون من المأمور بأخذ السلاح، فقيل: هم الطائفة الذين يواجهون العدو، عن ابن عباس: وهذا ظاهر⁣(⁣٣).

  وقيل: بل هم الطائفة المصلون، وأراد ما لا يشغل عن الصلاة من الدرع والخنجر، والسيف، ونحو ذلك.


(١) في نسخة (وقيل: في رسول الله لما وضع السلاح).

(٢) يستدل بقوله: {طائِفَةٌ} على أنه لا يشترط تساوي العددين في الفريقين، لكن لا بد في التي تحرس من كونها بحيث يحصل الثقة بها. شرح بلوغ المرام

(٣) أي: لا حرج فيه.