تفسير الثمرات اليانعة،

يوسف بن أحمد الثلائي (المتوفى: 832 هـ)

قوله تعالى: {يا أيها الذين آمنوا كونوا قوامين بالقسط شهداء لله ولو على أنفسكم أو الوالدين والأقربين إن يكن غنيا أو فقيرا فالله أولى بهما فلا تتبعوا الهوى أن تعدلوا وإن تلووا أو تعرضوا فإن الله كان بما تعملون خبيرا}

صفحة 511 - الجزء 2

  لأمر تميل إليه النفس، وتهواه القلوب من غناء، أو فقر، أو قرابة، بل يستوي عنده الدني، والشريف، والقريب، والبعيد.

  ومنه قوله ÷: «إياكم والإقراد» الحديث المعروف⁣(⁣١).

  ويروى أن عمر ¥ أقام حدا على ولده فذاكره في حق القرابة، فقال: إذا كان يوم القيامة شهدت عند الله أن أباك كان يقيم الحدود.

  الحكم الثاني: أنه يجب الإقرار على من عليه الحق، ولا يكتمه لقوله تعالى: {وَلَوْ عَلى أَنْفُسِكُمْ} قيل: أراد بالشهادة على النفس الإقرار، وهذا ظاهر ولكن أخرج من هذا صورة، وهي إذا كان صاحبه أن أخذه أنفقه في المعاصي، فإنه لا يقرّ به، ولا يسلمه له؛ لأن فعله للحسن يكون سببا في فعل القبيح⁣(⁣٢)، ذكر ذلك أبو رشيد، وقاضي القضاة، وأبو مضر،


(١) الإقراد: هو أن يؤخر حاجة المسكين، ويعجل قضاء حاجة الشريف والغني، ويترك الآخرين مقردين، أقرد الرجل: إذا سكت ذلا، وأصله الغراب يقع على البعير يلتقط القردان، فيقر، ويسكن بما يجد من الراحة، ذكره في النهاية.

فائق للزمخشري، قالوا: يا رسول الله وما الإقراد؟ قال: الرجل يكون منكم أميرا، أو عالما فيأتيه المسكين والأرملة فيقول لهم: مكانكم حتى أنظر في حوائجكم، ويأتيه الشريف والغني فيدنيه، ويقول: عجلوا فضاء حاجته) ويترك الآخرين مقردين، يقال: أحرد - سكت حياء، وأقرد: سكت ذلا، وأصله أن يقع الغراب على البعير فيلتفط عنه القردان فيقرد لما يجد من الراحة. اه وذكره ... في تخريجه على البحر، الذي تمم فيه تخريج الغفاري عن الهروي، وبمعناه في الانتصار، وأصول الأحكام.

(٢) وسيأتي مثل هذا في تفسير قوله تعالى: {وَلا تَسُبُّوا الَّذِينَ يَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللهِ} الآية وتكون يمينه أن ليس عنده وديعة يجب تسليمها، كما يأتي. (ح / ص). وهو قول أبي مضر، قواه ابن سليمان، وهو ظاهر الأزهار، وقال في الهداية: والقاضي عبد الله الدواري: يجب الرد وإلا ضمن، قال: وعصيان العاصي على نفسه. اه يقال: يجب دفع المنكر بما أمكن، كأخذ السلاح من يد من يريد قتل الغير عدوانا حيث لا يمكن دفعه بغير ذلك فتأمل. (ح / ص).