قوله تعالى: {فتلقى آدم من ربه كلمات فتاب عليه إنه هو التواب الرحيم}
  حين اقترف الخطيئة: «سبحانك اللهم وبحمدك، وتبارك اسمك، وتعالى جدك، ولا إله إلا أنت، {ظَلَمْتُ نَفْسِي فَاغْفِرْ لِي}، إنه لا يغفر الذنوب إلا أنت» وقيل: غير ذلك.
  قال الحاكم: واستدل بعضهم بالآية أن التوبة تقع بالكلام، قال: وليس بصحيح؛ لأن التوبة هي الندم المخصوص، فيجب حمل الكلام على أن المراد الدلالة على التوبة التي هي في القلب.
  تتمة لذلك
  إن قيل: ما حكم التوبة عن الصغائر؟ قلنا: اختلف في ذلك، فقال أبو هاشم: لا تجب عقلا(١)، ولكنها تحسن من طريق السمع؛ لأن في ذلك استدراك ما فات من الثواب.
  وقال أبو علي: تجب عقلا لئلا يكون مصرا، والإصرار كبيرة، وقيل: إن فيها لطفا فلذلك وجبت.
  فإذا قيل: إذا كانت صغيرة في حق آدم # فلم جرى عليه بسببها ما جرى من نزع اللباس، والإخراج من الجنة؟ والإهباط من السماء كما فعل بإبليس؟ ونسبته إلى الغي والعصيان، ونسيان العهد، وعدم العزيمة، والحاجة إلى التوبة؟.
  قال الزمخشري: كانت صغيرة مغمورة بأعمال قلبية من الإخلاص،
(١) لأنها إنما تجب عقلا لدفع الضرر عن النفس، ذكر معنى ذلك في شرح الأصول، والذي في شرح الأصول (الذي يدل على صحته أن
التوبة إنما تجب لدفع الضرر عن النفس، ولا ضرر في الصغيرة، فلا تجب التوبة). ح ص.
قال الإمام المهدي # وهذه المسألة على سبيل الفرض، لأن الصغائر عندنا غير متعينة، وإذا كانت غير متعينة وجوزنا في كل ذنب الصغر والكبر وجبت التوبة عقلا؛ لأن دفع الضرر الموهوم كالمعلوم. (دامغ الأوهام).