قوله تعالى: {لقد كفر الذين قالوا إن الله هو المسيح ابن مريم}
  وأما لعن شخص معين من اليهود لم يخبر الله تعالى بأنه من أهل النار، فقال الغزالي: لا يجوز؛ لأنه لا يدري بما يختم له، والظاهر من المذهب أنه جائز(١).
  قوله تعالى: {لَقَدْ كَفَرَ الَّذِينَ قالُوا إِنَّ اللهَ هُوَ الْمَسِيحُ ابْنُ مَرْيَمَ}[المائدة: ٧٢]
  وقوله تعالى:
  {لَقَدْ كَفَرَ الَّذِينَ قالُوا إِنَّ اللهَ ثالِثُ ثَلاثَةٍ}[المائدة: ٧٣]
  هذا الكلام يدل على أن الكفر يتعلق بالقول، وقد تقدم أنه على ثلاثة أقسام: الحاكي، والمكره، ومن سبقه لسانه لا يكفر وفاقا، والمعتقد يكفر وفاقا.
  قيل: وذكر الفقيه الشهيد حميد بن أحمد أن من نطق بما فيه نقص على الباري كأن يقول: إنه ظالم كفر وفاقا، والخلاف إذا نطق غير معتقد بما ليس فيه نقص على الباري، كأن يقول: إنه كافر، وقد تقدم(٢).
  قوله تعالى: {قُلْ أَتَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللهِ ما لا يَمْلِكُ لَكُمْ ضَرًّا وَلا نَفْعاً وَاللهُ هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ قُلْ يا أَهْلَ الْكِتابِ لا تَغْلُوا فِي دِينِكُمْ غَيْرَ الْحَقِ}[المائدة: ٧٦ - ٧٧]
(١) قد تقدم نحو هذا في عدة مواضع.
(٢) في قوله تعالى: {لَقَدْ كَفَرَ الَّذِينَ قالُوا إِنَّ اللهَ هُوَ الْمَسِيحُ ابْنُ مَرْيَمَ} المتقدم في هذه السورة.