تفسير الثمرات اليانعة،

يوسف بن أحمد الثلائي (المتوفى: 832 هـ)

قوله تعالى: {ما جعل الله من بحيرة ولا سائبة ولا وصيلة ولا حام ولكن الذين كفروا يفترون على الله الكذب وأكثرهم لا يعقلون}

صفحة 214 - الجزء 3

  شقوها، وإذا كان البطن العاشر حيا ذكرا أكله الرجال دون النساء، وإن كان ميتا اشترك فيه الرجال والنساء، وإن كان ذكرا وأنثى نحروهما جميعا وقالوا: وصلت أخاها فهي وصيلة، وقيل: البحيرة هي بنت الوصيلة، عن أبي علي.

  وأما السائبة: فكان الرجل يقول: إذا قدمت من سفري أو برئت من مرضي فناقتي سائبة، وجعلها كالبحيرة في تحريم الانتفاع بها، وقيل: كان إذا أعتق عبدا قال: هو سائبة، فلا عقل بينهما ولا ميراث.

  وأما الوصيلة: فهي الشاة تواصل بين بطون وتلد فيها الإناث، فإذا ولدت السابع ذكرا نحروه لآلهتهم، وإن كان أنثى استحيوها، وإن كان ذكرا وأنثى تركوهما فلم يذبحوهما، وقالوا: وصلت أخاها.

  وقيل: الوصيلة: ولد البحيرة في البطن العاشر إذا كان ذكرا أكله الرجال دون النساء، وإن كان أنثى اشترك في أكله الرجال والنساء.

  وأما الحام: فقيل: هو الفحل إذا ركب ولد ولده، قيل: حمى ظهره فلا يركب ولا يحمل عليه، ولا يمنع من ماء ولا كلاء، إلا أن يموت فيأكله الرجال والنساء.

  وقيل: إذا نتجت من صلب الفحل عشرة أبطن قيل: حمى ظهره فلا يركب، ولا يمنع من ماء ولا كلاء.

  وقيل: البحيرة ما تبحر أذنها للطواغيت، والسائبة: ما سيبت لطواغيتهم، والوصيلة: الناقة تبتكر بالأنثى، ثم تثني بالأنثى، وكانوا يضيفون ذلك إلى الله تعالى، والمضيف الرؤساء، وهم لا يعقلون، وإنما يقلدون رؤساءهم.

  ثمرة ذلك: تحريم هذه الأشياء.