تفسير الثمرات اليانعة،

يوسف بن أحمد الثلائي (المتوفى: 832 هـ)

قوله تعالى: {ادعوا ربكم تضرعا وخفية إنه لا يحب المعتدين ولا تفسدوا في الأرض بعد إصلاحها وادعوه خوفا وطمعا إن رحمت الله قريب من المحسنين}

صفحة 289 - الجزء 3

  قال النواوي: وبالصلاة على رسول الله بعد الحمد، ويختمه بذلك، والتوبة، ورد المظالم.

  قال النواوي: والمختار الذي عليه الفقهاء والمحدثون، وجماهير العلماء من السلف والخلف - أن الدعاء يستحب، قال الله تعالى: {وَقالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ} وقال تعالى: {ادْعُوا رَبَّكُمْ تَضَرُّعاً وَخُفْيَةً} والأحاديث كثيرة، منها (الدعاء هو العبادة).

  وحكى القشيري عن بعضهم: أن السكوت والجمود تحت جريان الحكم أتم.

  قال القشيري: والأولى أن يقال: ما كان للمسلمين فيه نصيب أو لله فالدعاء أولى، وإن كان للنفس حظ فالسكوت أتم.

  قال الحاكم: ويؤخذ من هذه الآية استحباب الإسرار بالتأمين بعد الفاتحة؛ لأنه دعاء. وعن الشافعي: يجهر، هذه ثمرة.

  الثانية: النهي عن الاعتداء في الدعاء، وقد اختلف ما هو؟ فقيل: التجاوز للحد بأن يدعو أن الله سبحانه ينيله درجة الأنبياء، وقيل: هو رفع الصوت عن ابن جريج في الدعاء، وعنه: الصياح مكروه وبدعة، وقيل: الدعاء على المؤمنين، وقيل: تكلف السجع.

  قال في الكشاف⁣(⁣١): وقيل: هو الإسهاب⁣(⁣٢) في الدعاء.

  قال: وعن النبي ÷: «سيكون قوم يعتدون في الدعاء، وحسب المرء أن يقول: اللهم إني أسألك الجنة، وما قرب إليها من قول وعمل، وأعوذ بك من النار، وما قرب إليها من قول وعمل، ثم قرأ قوله تعالى: {إِنَّهُ لا يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ}».


(١) الكشاف ٢/ ٨٣.

(٢) أي: الإكثار والتطويل.