تفسير الثمرات اليانعة،

يوسف بن أحمد الثلائي (المتوفى: 832 هـ)

قوله تعالى: {كما أخرجك ربك من بيتك بالحق وإن فريقا من المؤمنين لكارهون يجادلونك في الحق بعد ما تبين كأنما يساقون إلى الموت وهم ينظرون وإذ يعدكم الله إحدى الطائفتين أنها لكم وتودون أن غير ذات الشوكة تكون لكم}

صفحة 321 - الجزء 3

  تجارة عظيمة، ومعها أربعون راكبا، منهم أبو سفيان، وعمرو بن العاص، وعمرو بن هشام، فأخبر النبي ÷ المسلمين، فأعجبهم تلقي العير؛ لكثرة الخير، وقلة القوم، فلما خرجوا بلغ أهل مكة خبر خروجهم، فخرجوا على كل صعب وذلول، فنزل جبريل # فأخبر النبي # ووعده إحدى الطائفتين إما البعير، وإما النفير، فاستشار # أصحابه وأخبرهم، فاختاروا العير، فغضب # حتى قام أبو بكر، وعمر، وسعد بن عبادة، وسعد بن معاذ، فأحسنوا القول، وقال المقداد بن عمرو: يا رسول الله امض بنا لما أمرك الله، فسرّ رسول الله وفرح، وقال: «إن الله قد وعدني إحدى الطائفتين»⁣(⁣١) والمعنى من الآية في قوله


(١) وفي الكشاف في هذا المعنى ما لفظه: فقام عند غضب النبي ÷ أبو بكر، وعمر ® فأحسنا، ثم قام سعد بن عبادة فقال: انظر أمرك فامض. فو الله لو سرت إلى عدن أبين. ما تخلف عنك رجل من الأنصار، ثم قال المقداد بن عمرو يا رسول الله، امض لما أمرك الله، فإنا معك حيثما أحببت لا نقول لك كما قال بنو إسرائيل لموسى: اذهب أنت وربك فقاتلا إنا هاهنا قاعدون، ولكن: اذهب أنت وربك فقاتلا إنا معكما مقاتلون، ما دامت عين منا تطرف، فضحك رسول الله ÷، ثم قال: أشيروا عليّ أيها الناس وهو يريد الأنصار، لأنهم قالوا له حين بايعوه على العقبة: إنا برآء من ذمامك حتى تصل إلى ديارنا، فإذا وصلت إلينا فأنت في ذمامنا، نمنعك مما نمنع منه آباءنا ونساءنا، فكان النبي ÷ يتخوّف أن لا تكون الأنصار ترى عليهم نصرته إلا على عدوّ دهمه بالمدينة، فقام سعد بن معاذ فقال: لكأنك تريدنا يا رسول الله؟ قال: أجل، قال: قد آمنا بك وصدّقناك وشهدنا أن ما جئت به هو الحق، وأعطيناك على ذلك عهودنا ومواثيقنا على السمع والطاعة، فامض يا رسول الله لما أردت، فو الذي بعثك بالحق لو استعرضت بنا هذا البحر فخضته لخضناه معك ما تخلف منا رجل واحد، وما نكره أن تلقى بنا عدوّنا إنا لصبر عند الحرب، صدق عند اللقاء، ولعلّ الله يريك منا ما تقرّبه عينك، فسر بنا على بركة الله، ففرح رسول الله ÷ وبسطه قول سعد، ثم قال: سيروا على بركة الله وأبشروا، فإنّ الله وعدني إحدى الطائفتين، والله لكأني الآن انظر إلى مصارع القوم.