تفسير الثمرات اليانعة،

يوسف بن أحمد الثلائي (المتوفى: 832 هـ)

قوله تعالى: {وإذ واعدنا موسى أربعين ليلة ثم اتخذتم العجل من بعده وأنتم ظالمون}

صفحة 143 - الجزء 1

  إحداهما بعبارة، وذكر الأخرى بعبارة أخرى، فقال تعالى في الحاقة: {سَبْعَ لَيالٍ وَثَمانِيَةَ أَيَّامٍ حُسُوماً}⁣[الحاقة: ٧].

  إن قيل: ما وجه الاستدلال بمجموع الآيتين⁣(⁣١)؟ ولقائل أن يقول: إنما دخل الليل والنهار معا بذكرهما، فلو لم يذكر إلا أحدهما لم يدخل الآخر.

  وقال بعض أصحاب الشافعي: «لا يدخل أحدهما في الآخر؛ لأنه زمان مختص باسم غير اسم الآخر».

  ولو قال: يومين لزما مع ليلتين، وكذا العكس عندنا، وعند أبي حنيفة، وأحد وجهي⁣(⁣٢) أصحاب الشافعي: لا يدخل أحدهما في الآخر.

  والثاني:(⁣٣) وأبو يوسف يدخل المتوسط، إما ليلة بين يومين، إن قال: يومين، أو يوم بين ليلتين إن قال: ليلتين.

  وأما لو قال: يوما، أو ليلة، لم يتبعه غيره عند هؤلاء جميعا؛ لأن العرب لا تعبر في اليوم الواحد، أو الليلة الواحدة [بأحدهما]⁣(⁣٤) عن الآخر.

  وأما لو قال: عليه اعتكاف العشر الأواخر، أو الأول، ونحو ذلك فمفهوم كلامهم دخول الليالي المتوسطة إجماعا.


(١) جواب هذا السؤال هو في ما بعده، وكأنه قال: وجه الاستدلال بمجموع الآيتين الدلالة على أن الليل والنهار مرادان، لأنه يمكن أن يقال عند ذكر أحدهما دون الآخر: إن المذكور مراد، والآخر وهو غير المذكور غير مراد.

(٢) في نسخة (وأحد وجوه أصحاب الشافعي).

(٣) قوله (والثاني) أي: والوجه الثاني من أوجه أصحاب الشافعي.

(٤) ما بين قوسي الزيادة موجودة في نسخ أ على أنه حاشية.