تفسير الثمرات اليانعة،

يوسف بن أحمد الثلائي (المتوفى: 832 هـ)

قوله تعالى: {يا أيها الذين آمنوا استجيبوا لله وللرسول إذا دعاكم لما يحييكم}

صفحة 331 - الجزء 3

  قيل: أراد بالدعاء التحريض على الطاعة، وبالإجابة الامتثال.

  وقيل: الدعاء إلى الجهاد؛ لأنه تحصل به الحياة، مثل قوله تعالى: {وَلَكُمْ فِي الْقِصاصِ حَياةٌ}.

  وقيل: إلى الشهادة، لقوله تعالى: {أَحْياءٌ عِنْدَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ فَرِحِينَ}.

  وقيل: إلى العلم؛ لأن الجهل موت، ولبعضهم:

  لا تعجبن الجهول حلته⁣(⁣١) ... فذاك ميت وثوبه كفن

  وقيل: إلى الإيمان، وقيل: إلى القرآن؛ لأن فيه الحياة والنجاة.

  وثمرة الآية وجوب ما دعا إليه ÷، ولكن المدعو إليه قد يكون فرضا على الأعيان، وقد يكون من فروض الكفايات.

  قال في الكشاف⁣(⁣٢): وروى أبو هريرة أنه ÷ مر على باب أبي بن كعب فناداه وهو في الصلاة، فعجل في صلاته ثم جاء فقال: «ما منعك عن إجابتي»؟ قال: كنت أصلي، قال: «ألم تخبر فيما أوحي إلي {اسْتَجِيبُوا لِلَّهِ وَلِلرَّسُولِ}»، قال: لا جرم لا تدعوني إلا أجبتك» قال جار الله: وفيه قولان:

  أحدهما: أن هذا مما اختص به رسول الله ÷.

  والثاني: أن دعاءه كان لأمر لم يحتمل التأخير، وإذا وقع مثله للمصلي فله أن يقطع صلاته، تم كلام جار الله.

  وهاهنا بحث وهو أن يقال: إذا كان الخروج في الصلاة واجبا فلم لم يأمره بالإعادة؟ جواب هذا من وجوه:


(١) في نسخة أ (حليته) وفي الكشاف (حلته) والبيت للزمخشري، وقد أورده في الكشاف. لأنه إذا قال: ولبعضهم، فالمراد أنه له.

(٢) الكشاف ٢/ ١٥١ - ١٥٢. بلفظه.