تفسير الثمرات اليانعة،

يوسف بن أحمد الثلائي (المتوفى: 832 هـ)

قوله تعالى: {يا أيها الذين آمنوا لا تخونوا الله والرسول وتخونوا أماناتكم وأنتم تعلمون واعلموا أنما أموالكم وأولادكم فتنة وأن الله عنده أجر عظيم}

صفحة 333 - الجزء 3

  قال في الكشاف⁣(⁣١): روي أن رسول الله ÷ حاصر يهود بني قريظة إحدى وعشرين ليلة، فسألوه الصلح كما صالح إخوانهم بني النضير، على أن يسيروا إلى أذرعات وأريحاء، من أرض الشام، فأبى ÷ إلا أن ينزلوا على حكم سعد بن معاذ، فأبوا، وقالوا: أرسل إلينا أبا لبابة مروان بن عبد المنذر، وكان مناصحا لهم؛ لأن عياله وماله في أيديهم، فبعثه إليهم، فقالوا: ما ترى هل ننزل على حكم سعد بن معاذ؟ فأشار إلى حلقه إنه الذبح.

  قال أبو لبابة: فما زالت قدماي حتى علمت أني قد خنت الله ورسوله، فنزلت، فشد نفسه على سارية من سواري المسجد، وقال: والله لا أذوق طعاما ولا شرابا حتى أموت، أو يتوب الله عليّ، فمكث سبعة أيام حتى خر مغشيا عليه، ثم تاب الله عليه، فقيل: له: قد تيب عليك فحل نفسك، فقال: لا والله لا أحلها حتى يكون رسول الله ÷ هو الذي يحلني، فجاء فحله بيده، فقال: إن من تمام توبتي أن أهجر دار قومي التي أصبت فيها الذنب، وأن أنخلع من مالي، فقال ÷: «يجزيك الثلث أن تتصدق به» [وهذا من التصلب في دين الله] وعن المغيرة: نزلت في قتل عثمان ¥(⁣٢).

  وقيل: نزلت في رجل من المنافقين أفشى بسر رسول الله ÷ وذلك لما روي عن عطاء بن أبي رباح قال: سمعت جابر بن عبد الله يقول: إن أبا سفيان خرج من مكة، فأتى جبريل إلى النبي ÷ وقال: «إن أبا سفيان في مكان كذا فاخرجوا إليه، واكتموا» فكتب رجل من المنافقين إليه أن محمدا يريدكم، فخذوا حذركم، فأنزل الله هذه الآية.


(١) الكشاف: ٢/ ١٥٣

(٢) هاتان القصتان نقلا من الكشاف باللفظ، إلا ما بين قوسي الزيادة فمن المصنف.