تفسير الثمرات اليانعة،

يوسف بن أحمد الثلائي (المتوفى: 832 هـ)

قوله تعالى: {ما كان للمشركين أن يعمروا مساجد الله شاهدين على أنفسهم بالكفر أولئك حبطت أعمالهم وفي النار هم إنما خالدون يعمر مساجد الله من آمن بالله واليوم الآخر وأقام الصلاة وآتى الزكاة ولم يخش إلا الله}

صفحة 399 - الجزء 3

  والوليجة: البطانة، وقيل: الخديعة، وقيل: خيانة.

  وثمرتها وجوب الجهاد، وتحريم النفاق، وتحريم موالاة الكفار والفساق.

قوله تعالى: {ما كانَ لِلْمُشْرِكِينَ أَنْ يَعْمُرُوا مَساجِدَ اللهِ شاهِدِينَ عَلى أَنْفُسِهِمْ بِالْكُفْرِ أُولئِكَ حَبِطَتْ أَعْمالُهُمْ وَفِي النَّارِ هُمْ إنما خالِدُونَ يَعْمُرُ مَساجِدَ اللهِ مَنْ آمَنَ بِاللهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَأَقامَ الصَّلاةَ وَآتَى الزَّكاةَ وَلَمْ يَخْشَ إِلَّا اللهَ}

  النزول

  روي عن ابن عباس أنها نزلت في العباس.

  وقيل: في العباس، وطلحة بن شيبة، وذلك لأنهما أسرا يوم بدر، وعيرا بالشرك وقطيعة الرحم، فقال العباس: ما لكم تذكرون مساوئنا وتتركون محاسننا، ونحن نعمر المسجد الحرام، ونحجب الكعبة، ونسقي الحاج، ونفك العاني.

  قراءة ابن كثير وأبي عمرو (مسجد الله) على الوحدة، والمراد: المسجد الحرام.

  وقراءة الباقين مساجد على الجمع، وإنما جمع لأنه قبلة المساجد كلها، وإمامها فعامره عامرها، عن الحسن.

  وقال عكرمة: إن الصفاء والمروة من مساجد الله، أو أراد الجنس؛ لأنهم إذا لم يصلح أن يعمروا جنسها دخل تحت ذلك أن لا يعمروا المسجد الحرام الذي هو أصلها.

  قال جار الله: وهذا آكد؛ لأنه من طريق الكناية، كما لو قلت: فلان لا يقرأ كتب الله، كنت أنفى لقراءته القرآن من تصريحك بذلك.