تفسير الثمرات اليانعة،

يوسف بن أحمد الثلائي (المتوفى: 832 هـ)

وقوله تعالى: {إنما يعمر مساجد الله من آمن بالله واليوم الآخر}

صفحة 401 - الجزء 3

  ومن الذكر درس العلم بل هو أجله وأعظمه، وصيانتها مما لم تبن له المساجد من حديث الدنيا.

  وعنه صلى الله عليه وآله: «يأتي في آخر الزمان ناس من أمتي يأتون المساجد فيقعدون فيها حلقا ذكرهم الدنيا، وحب الدنيا، لا تجالسوهم فليس لله بهم حاجة».

  وفي الحديث: «الحديث في المسجد يأكل الحسنات كما تأكل البهيمة الحشيش».

  وقال ÷: «قال الله تعالى: إن بيوتي في أرضي المساجد، وإن زواري فيها عمارها، وطوبى لعبد تطهّر في بيته ثم زارني في بيتي، فحقا على المزور أن يكرم زائره».

  وعنه صلّى الله عليه: «من ألف المسجد ألفه الله».

  وقال صلى الله عليه وآله: «إذا رأيتم الرجل يرتاد المسجد فاشهدوا له بالإيمان».

  وعن أنس ¥: من أسرج في مسجد سراجا لم تزل الملائكة وحملة العرش تستغفر له ما دام في ذلك المسجد ضوء.

  قال في السفينة: وروي عن أبي هريرة (من بنى مسجدا من مال حلال بنى الله بيتا في الجنة من در وياقوت).

  قال الحاكم: وفيها دلالة على أن للحاكم أن ينتصب للحكم في المسجد، كما قاله أبو حنيفة، خلاف ما يقوله الشافعي.

  وأخذ هذا الحكم من الآية ليس بواضح، وقد أجمعوا أنه إذا دخل لا ليحكم فعرضت القضية في المسجد أنه يجوز، وأجمعوا على جواز الفتيا في المسجد.

  واختلفوا إذا دخل ليحكم، فقال في الوافي: ليس للقاضي أن يحكم في المسجد.