تفسير الثمرات اليانعة،

يوسف بن أحمد الثلائي (المتوفى: 832 هـ)

قوله تعالى: {يا أيها الذين آمنوا لا تتخذوا آباءكم وإخوانكم أولياء إن استحبوا الكفر على الإيمان ومن يتولهم منكم فأولئك هم الظالمون قل إن كان آباؤكم وأبناؤكم وإخوانكم وأزواجكم وعشيرتكم وأموال اقترفتموها وتجارة تخشون كسادها ومساكن ترضونها أحب إليكم من الله ورسوله وجهاد في سبيله فتربصوا حتى يأتي الله بأمره والله لا يهدي القوم الفاسقين}

صفحة 405 - الجزء 3

  النزول

  قيل: كان الرجل يريد الهجرة وأهله يتعلقون به فيدع فنزلت.

  وقيل: إنها متصلة بما قبلها، وأنها نزلت في امتناع العباس وطلحة من الهجرة عن مجاهد.

  وقيل: كان من آمن ولم يهاجر لم يقبل إيمانه حتى يجانب الآباء والأبناء إذا كانوا كفارا، فقال جماعة: إن اعتزلنا من خالفنا في الدين قطعنا آباءنا وعشيرتنا، وتخريب دورنا، وكسدت تجارتنا، فنزلت عن ابن العباس.

  وقيل: لما أمروا بالهجرة كان من الزوجات والعشائر من تعجبه، ومنهم من تتعلق به زوجته وعياله وأولاده، ويقولون: ننشدك الله أن تضيعنا فيرق ويدع الهجرة، فنزلت.

  وقيل: نزلت في السبعة الذي ارتدوا ولحقوا بمكة فنهى الله عن موالاتهم.

  وثمرات هذه الآية أحكام:

  الأول: تحريم موالاة الكفار كائنا من كانوا من غير فرق بين الأقارب والأجانب، ولكن ما هذه الموالاة المنهي عنها؟

  قال الحاكم: قيل: إنها موالاة الدين، وذلك التعظيم والمدح، والذب عنه، وأن يحله محل نفسه.

  وقيل: أراد بطانة وأوداء يفشون إليهم أسرارهم، ويؤثرون المقام معهم، ولا يبر الكافر بما يرجع إلى تعظيمه.

  وأما منافع الدنيا فالإعانة في حاجة، والمؤاكلة فلا يكره، والنفقات من منافع الدنيا، ويجب نفقة الكافر للزوجية عند من جوزها، وللملك، وللأبوين الذميين.