تفسير الثمرات اليانعة،

يوسف بن أحمد الثلائي (المتوفى: 832 هـ)

وقوله تعالى: {فيقتلون ويقتلون}

صفحة 480 - الجزء 3

قوله تعالى: {إِنَّ اللهَ اشْتَرى مِنَ الْمُؤْمِنِينَ أَنْفُسَهُمْ وَأَمْوالَهُمْ بِأَنَّ لَهُمُ الْجَنَّةَ}

  قيل: هذا إشارة إلى الجهاد بالنفس والمال، والجهاد: قد يكون بالسيف، وقد يكون باللسان، وذلك إظهار الحجج والأدلة.

  قال الحاكم: وموقعه أبلغ؛ لأن الجهاد تابع له.

  وقيل: أراد العبادات المالية والبدنية، والدلالة مجملة.

  وقوله تعالى: {فَيَقْتُلُونَ وَيُقْتَلُونَ} خبر يراد به الأمر.

  وقوله تعالى: {التَّائِبُونَ} والمعنى: هم التائبون، وفي قراءة ابن مسعود: التائبين - بالياء - إلى آخرها بدلا من {الْمُؤْمِنِينَ}.

  وقيل: نصب على المدح.

  وقوله تعالى: {السَّائِحُونَ} أراد الصائمين؛ لأنهم منعوا أنفسهم من الشهوات كالسائح في الأرض في منع نفسه من ذلك، عن ابن مسعود، وابن عباس، وسعيد بن جبير، والحسن، ومجاهد، وسفيان بن عيينة.

  وروي عن النبي ÷ أنه قال: «سياحة أمتي الصوم».

  وقال الحسن: الذين صاموا عن الحلال وأمسكوا عن الحرام.

  وقيل: هم الغزاة لأنهم يسيحون في الأرض: عن عطاء.

  وقيل: هم طلبة العلم: عن عكرمة.

  وقيل: السائر في الأرض لوجه من وجوه البر، وهذه صفات الإيمان وهي إحدى عشرة خصلة.

  وقوله: {وَالْحافِظُونَ لِحُدُودِ اللهِ}

  يشمل ما تقدمه وما عدا ما ذكر من الأوامر والنواهي.