تفسير الثمرات اليانعة،

يوسف بن أحمد الثلائي (المتوفى: 832 هـ)

قوله تعالى: {ولقد همت به وهم بها}

صفحة 43 - الجزء 4

  المعنى {إِنَّهُ رَبِّي} أي: سيدي ومالكي، - يعني قطفير -، {أَحْسَنَ مَثْوايَ} حين قال لك أكرمي مثواه، المثوى موضع الإقامة.

  ثمرات ذلك ثلاث:

  الأول: أن الواجب عند الدعاء إلى المعصية الاستعاذة بالله من ذلك ليعصمه الله منها، ويدخل فيه دعاء الشيطان، ودعاء شياطين الإنس، ودعاء هوى النفس، ذكر ذلك الحاكم.

  الثانية: ذكرها أيضا أن المتصور بصورة السيد يسمى ربا.

  الثالثة: أنه يجوز أن يترك القبيح لغرضين وهما: قبحه. والثاني:

  رعاية حق غيره، هذه مقالة أكثر المفسرين، وإليه ذهب مجاهد، وابن إسحاق، والسدي، والأصم، وأبو علي.

  وقال الزجاج: المراد: الله ربي أحسن مثواي وجعلني نبيا، فلا أعصيه.

  وقال أبو مسلم: يجوز كلا الأمرين، فعلى هذه الفائدة يجوز ترك القبيح لقبحه، ولخشية العار أو الفقر أو الخوف ونحو ذلك، ولا يقال:

  التشريك يخرجه عن كونه تاركا للقبيح، وأنه لا يثاب، ويدل على لزوم حسن المكافأة بالجميل، وأن من أخل بالمكافأة على الجميل كان ظالما.

  قوله تعالى: {وَلَقَدْ هَمَّتْ بِهِ وَهَمَّ بِها}⁣[يوسف: ٢٤]

  المعنى همت بمخالطته وهم بمخالطتها، فأما همها: فذلك على سبيل العزم والرضاء.

  وأما همه: فاختلف المفسرون في ذلك: