تفسير الثمرات اليانعة،

يوسف بن أحمد الثلائي (المتوفى: 832 هـ)

قوله تعالى: {وقال يا بني لا تدخلوا من باب واحد وادخلوا من أبواب متفرقة وما أغني عنكم من الله من شيء}

صفحة 54 - الجزء 4

  وقال يعقوب #: {وَما أُغْنِي عَنْكُمْ مِنَ اللهِ مِنْ شَيْءٍ إِنِ الْحُكْمُ إِلَّا لِلَّهِ}. ولهذه الفائدة تكميل وهي بيان ما قيل في العين.

  واعلم أنه قد اختلف العلماء في ذلك

  قال في التهذيب: إن أبا علي أنكر الضرر بالعين، وهو مروي عن جماعة من المتكلمين، ومنهم من جوز ذلك، وهو الذي صححه الحاكم، والأمير الحسين وغيره لأخبار وردت منها قوله ÷ (العين حق) وهذا الخبر رواه في البخاري، ومسلم.

  وفي صحيح مسلم، عن ابن عباس عنه ÷: «العين حق، ولو كان شيء سابق القدر لسبقته العين، وإذا استغسلتم فاغسلوا».

  قال النواوي: قالت العلماء الاستغسال أن يقال للعائن وهو الصائب بعينه الناظر بها استحسانا اغسل داخلة إزارك مما يلي الجلد بماء ثم يصب على العين.

  وفي كتاب الترمذي، والنسائي، وابن ماجة أنه ÷ كان يتعوذ من الجان، ومن عين الإنسان، حتى نزلت المعوذتان فأخذ بهما وترك ما سواهما.

  وكان ÷ يعوذ الحسنين فيقول: «أعيذكما بكلمات الله التامة، من كل شيطان وهامة، ومن كل عين لامة».

  ويقول: «إن أباكما إبراهيم كان يعوذ بهما إسماعيل وإسحاق».

  وعنه ÷ أنه كان إذا خاف أن يصيب شيئا بعينه قال: «اللهم بارك فيه ولا تضره».

  وعنه ÷: «من رأى شيئا فأعجبه فقال: ما شاء الله ولا قوة إلا بالله لم يضره».

  وعنه ÷: «إذا رأى أحدكم ما يعجبه في نفسه أو ماله فليتبرك عليه فإن العين حق».