تفسير الثمرات اليانعة،

يوسف بن أحمد الثلائي (المتوفى: 832 هـ)

قوله تعالى: {ادع إلى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة وجادلهم بالتي هي أحسن}

صفحة 154 - الجزء 4

  وقال الإمام يحيى بن حمزة وأصحاب الشافعي: الإمام الأعظم أحق؛ لأن سلطانه فوق سلطان الراتب، وقد قال #: «لا يؤم ذو سلطان في سلطانه».

  قوله تعالى: {ادْعُ إِلى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجادِلْهُمْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ}⁣[النحل: ١٢٥]

  قوله تعالى: {بِالْحِكْمَةِ} قيل: أراد بالمقالة المحكمة، وقيل: بالقرآن،

  وقوله تعالى: {وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ} يعني التي لا يخفى عليهم أنك تنصحهم بها، وتريد نفعهم، ويجوز أن يريد بالقرآن، أي: ادعهم بالقرآن، الذي هو حكمة وموعظة،: ذكره جار الله.

  وقيل: بالرفق والقول اللين.

  وقوله تعالى: {وَجادِلْهُمْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ} قيل: أراد أحسن الحجج وأثبتها وأظهرها وقيل بالرفق واللين من غير فظاظة، ولا تعنيف.

  وقيل: اعرض عن أذاهم لكن نسخ هذا بآية السيف.

  وثمرتها:

  وجوب الدعاء إلى الدين،

  فدلت: على لزوم الأمر بالمعروف، والنهي عن المنكر.

  وتدل أنه يجب البداية بالقول اللين، ولا يجوز أن يبدأ بالخشن.

  وتدل على لزوم إزاحة الشبهة بالمحاجة في الدين، ويلزم من هذا أن يكون الآمر عالما أن ما يأمر به معروفا، وما ينهى عنه قبيحا، وأن يعلم كل الشبه التي مع المخالف، وسائر الشروط مأخوذة من غير هذه الآية.