تفسير الثمرات اليانعة،

يوسف بن أحمد الثلائي (المتوفى: 832 هـ)

قوله تعالى: {سبحان الذي أسرى بعبده ليلا من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى الذي باركنا حوله}

صفحة 161 - الجزء 4

سورة الإسراء

  

  قوله تعالى: {سُبْحانَ الَّذِي أَسْرى بِعَبْدِهِ لَيْلاً مِنَ الْمَسْجِدِ الْحَرامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الْأَقْصَى الَّذِي بارَكْنا حَوْلَهُ}⁣[الإسراء: ١]

  ثمرة ذلك:

  فضيلة المسجد الأقصى؛ لأنه تعالى جعل له خاصية من بين سائر المساجد، ووصفه بالبركة لما حوليه، وأراد بالبركة في أمر الدين؛ لأنه متعبد الأنبياء من وقت موسى #، ومهبط الوحي، وأمر الدنيا؛ لأنه مخصوص بالأنهار والثمار.

  واختلف في الموضع الذي أسري منه فقيل: الحجر، وقيل: بيت أم هانئ بنت أبي طالب.

  قال جار الله: والمراد بالمسجد الحرام: الحرم لإحاطته بالمسجد.

  وعن ابن عباس: الحرم كله مسجد، وقد تقدم ذكر الخلاف في المسجد الحرام المختص بفضيلة الصلاة.

  قيل: كان الإسراء قبل الهجرة بسنة، وقيل: قبل المبعث، وكان ممن صدق رسول الله ÷ أبو بكر ¥ لذلك سمي الصديق، وفي ذلك دلالة على فضيلة لأبي بكر.