تفسير الثمرات اليانعة،

يوسف بن أحمد الثلائي (المتوفى: 832 هـ)

قوله تعالى {أولئك}

صفحة 178 - الجزء 4

  وعن ابن الحنفية: شهادة الزور.

  وقيل: لا تتبع أهواء المشركين، ولا تسمع كلامهم، واتبع العلم، وما أوحي إليك، والخطاب للنبي # والمراد الجميع

  قوله تعالى {أُولئِكَ} يعني الجوارح، وقيل: أصحاب الجوارح.

  قال الحاكم: يدخل في هذا الكلام أصول الدين وفروعه، والفتيا، والشهادة، والغيبة، ورواية الأخبار، قال: وقد دل الدليل المعلوم على وجوب العمل بأخبار الآحاد، والقياس، والاجتهاد في مسائل الاجتهاد، وإن كان ذلك ظنيا ومن منع التقليد: احتج بهذا.

  وفي الآية دلالة على منع التقليد في الأصوليات، واتباع الآباء بغير دليل، وهذا فيما يتعلق به التكليف.

  وأما المنافع، والمضار في أمر الدنيا: فيعمل في ذلك بالظن، وقد دخلت ثمرات الآية في تفسيرها، وشرح معانيها.

  قوله تعالى: {وَلا تَمْشِ فِي الْأَرْضِ مَرَحاً إِنَّكَ لَنْ تَخْرِقَ الْأَرْضَ وَلَنْ تَبْلُغَ الْجِبالَ طُولاً}⁣[الإسراء: ٣٧]

  الثمرة:

  أن الله سبحانه نهى عن البطر والخيلاء؛ لأن قوله: {مَرَحاً}.

  قيل: يعني بطرا، وقيل: خيلاء، وهو حال أي: حال المرح، وقد يقال: المرح شدة الفرح.

  وقوله: {إِنَّكَ لَنْ تَخْرِقَ الْأَرْضَ} يعني بمشيك {وَلَنْ تَبْلُغَ الْجِبالَ طُولاً} تنبيه على أن الإنسان يعرف نفسه، وأنه خلق ضعيفا، وهذا تهكم به، أي لا تمش مرحا، وأنت على هذه الحالة.