قوله تعالى {أولئك}
  وعن ابن الحنفية: شهادة الزور.
  وقيل: لا تتبع أهواء المشركين، ولا تسمع كلامهم، واتبع العلم، وما أوحي إليك، والخطاب للنبي # والمراد الجميع
  قوله تعالى {أُولئِكَ} يعني الجوارح، وقيل: أصحاب الجوارح.
  قال الحاكم: يدخل في هذا الكلام أصول الدين وفروعه، والفتيا، والشهادة، والغيبة، ورواية الأخبار، قال: وقد دل الدليل المعلوم على وجوب العمل بأخبار الآحاد، والقياس، والاجتهاد في مسائل الاجتهاد، وإن كان ذلك ظنيا ومن منع التقليد: احتج بهذا.
  وفي الآية دلالة على منع التقليد في الأصوليات، واتباع الآباء بغير دليل، وهذا فيما يتعلق به التكليف.
  وأما المنافع، والمضار في أمر الدنيا: فيعمل في ذلك بالظن، وقد دخلت ثمرات الآية في تفسيرها، وشرح معانيها.
  قوله تعالى: {وَلا تَمْشِ فِي الْأَرْضِ مَرَحاً إِنَّكَ لَنْ تَخْرِقَ الْأَرْضَ وَلَنْ تَبْلُغَ الْجِبالَ طُولاً}[الإسراء: ٣٧]
  الثمرة:
  أن الله سبحانه نهى عن البطر والخيلاء؛ لأن قوله: {مَرَحاً}.
  قيل: يعني بطرا، وقيل: خيلاء، وهو حال أي: حال المرح، وقد يقال: المرح شدة الفرح.
  وقوله: {إِنَّكَ لَنْ تَخْرِقَ الْأَرْضَ} يعني بمشيك {وَلَنْ تَبْلُغَ الْجِبالَ طُولاً} تنبيه على أن الإنسان يعرف نفسه، وأنه خلق ضعيفا، وهذا تهكم به، أي لا تمش مرحا، وأنت على هذه الحالة.