تفسير الثمرات اليانعة،

يوسف بن أحمد الثلائي (المتوفى: 832 هـ)

وقوله تعالى: {ولا تقولن لشيء إني فاعل ذلك غدا إلا أن يشاء الله}

صفحة 205 - الجزء 4

  الثالث: أن قوله: {أَنْ يَشاءَ اللهُ} في معنى كلمة التأبيد، كأنه قال: ولا تقولنه أبدا، هكذا ذكر جار الله.

  قال: والنهي نهي تأديب، وذلك لأن اليهود قالت لقريش اسألوه عن الروح، وأصحاب الكهف، وذي القرنين فسألوه: فقال: «ائتوني غدا أخبركم» ولم يستثن فأبطأ عليه الوحي حتى شق عليه⁣(⁣١)، فكذبته قريش.

  قال الحاكم: الأوجه: أن يكون هذا شرعا مبتدأ للجميع لئلا يلزم الكذب، والرسول # إذا أخبر عن إذن جاز من غير استثناء؛ لأنه لا يكون فيه خلف، ولهذا قال ÷ لعلي #: «إنك ستقاتل الناكثين والقاسطين والمارقين».

  وللاستثناء بإن شاء الله حكمان:

  الأول: أن المتكلم يأتي به لئلا يقع في الكذب، وقد قال الزمخشري: إنه أمر تأديب.

  والثاني: أنه إذا علق به حكم كأن يقول لعبده: أنت حر إن شاء الله، أو لامرأته أنت طالق إن شاء الله، فالمحكي - عن زيد بن علي، وأبي حنيفة، والشافعي -: أنه يرفع الحكم، ويبطله.

  وقال المؤيد بالله: إنه بمعنى إن بقّاني الله.

  والمذكور للهدوية: أنه بمعنى الشرط، فإن كانت مشيئته تعلق بذلك وقع الحكم، وإلّا فلا.

  وأما الاستثناء بإلّا: فهذا يؤثر في الكلام بلا لبس نحو: له على عشرة إلا درهما. وله أحكام.


(١) في البيضاوي بضعة عشر يوما، وفي تفسير النيسابوري في تفسير قوله {ما وَدَّعَكَ رَبُّكَ وَما قَلى} قال المفسرون: أبطأ جبريل عن النبي ÷ اثني عشر يوما عن ابن جريج. أو خمس وعشرين: عن ابن عباس، أو أربعين: عن السدي. ومقاتل: ذكره في الضحى والسبب ما هنا تمت.