تفسير الثمرات اليانعة،

يوسف بن أحمد الثلائي (المتوفى: 832 هـ)

قوله تعالى: {وإن تدعهم إلى الهدى فلن يهتدوا إذا أبدا}

صفحة 213 - الجزء 4

  فصار الجدال منقسما إلى محظور، وواجب، ومستحب:

  فالمحظور: ما ذكر؛ لأن ذلك كالأمر بالمعروف إذا أدى إلى منكر.

  والواجب: إذا تكاملت شروط الأمر، والنهي، وكان إذا لم يجادل حصل المحظور، أو أخل بالواجب.

  والمندوب: إذا جادل في الرد إلى أمر مندوب ولم يحصل حاضر.

  قوله تعالى: {وَإِنْ تَدْعُهُمْ إِلَى الْهُدى فَلَنْ يَهْتَدُوا إِذاً أَبَداً}⁣[الكهف: ٥٧]

  لا يقال: هذا دليل على حسن الأمر بالمعروف، وإن علم الآمر أنّ أمره لا يؤثر؛ لأن التبليغ على الرسول # واجب.

  وأما غيره فقيل: إنه لا يحسن؛ لأنه عبث، وقيل: بل يحسن، واختاره الإمام يحيى محتجا بقوله تعالى في سورة الأعراف: {لِمَ تَعِظُونَ قَوْماً اللهُ مُهْلِكُهُمْ أَوْ مُعَذِّبُهُمْ عَذاباً شَدِيداً قالُوا مَعْذِرَةً إِلى رَبِّكُمْ}⁣[الكهف: ١٦٤].

  قوله تعالى: {وَإِذْ قالَ مُوسى لِفَتاهُ لا أَبْرَحُ حَتَّى أَبْلُغَ مَجْمَعَ الْبَحْرَيْنِ أَوْ أَمْضِيَ حُقُباً}⁣[الكهف: ٦٠]

  قيل: إنه سئل موسى #: أي الناس أعلم؟ فقال: أنا، فعتب الله عليه حين لم يرد العلم إلى الله، فأوحى الله بل أعلم منك عبد لي عند مجمع البحرين وهو الخضر.

  وقيل: إن موسى # سأل ربه أي عبادك أحبّ إليك؟ قال: الذي يذكرني ولا ينساني. قال: فأي عبادك أقضى؟ قال: الذي يقضي بالحق ولا يتبع الهوى. قال: فأي عبادك أعلم؟ قال: الذي يبتغي علم الناس إلى علمه عسى أن يصيب كلمة تدله على هدى أو ترده عن ردى، فقال: إن