تفسير الثمرات اليانعة،

يوسف بن أحمد الثلائي (المتوفى: 832 هـ)

قوله تعالى: {فاخلع نعليك إنك بالواد المقدس طوى}

صفحة 248 - الجزء 4

  قوله تعالى: {فَاخْلَعْ نَعْلَيْكَ إِنَّكَ بِالْوادِ الْمُقَدَّسِ طُوىً}⁣[طه: ١٢]

  إنما أمر بخلع نعليه لوجوه:

  الأول: ما أفاده الظاهر أن ذلك لحرمة المكان، فجعل ذلك علة للخلع.

  قال جار الله: روي أنه خلعهما وألقاهما من وراء الوادي؛ فيكون ذلك احتراما للبقعة، وتعظيما لها، وتشريفا لقدسها.

  وقيل: أمر بخلع نعليه؛ ليباشر بقدميه الأرض؛ فتصيبه بركة الوادي: عن الحسن، وابن جريج، ومجاهد، وسعيد بن جبير.

  وقيل: أمر بخلع نعليه؛ لأن الحفوة تواضع لله ø؛ ومن ثم طاف السلف بالكعبة حافين.

  قال جار الله: ومنهم من استعظم دخول المسجد بنعليه وكان إذا ندر منه الدخول منتعلا تصدق.

  وقيل: كانا من جلد حمار ميت: عن كعب، وعكرمة، ويحتمل أن يكون هذا جائزا في شرعهم قبل ذلك، ويحتمل أن يكونا مدبوغين، ويحتمل أن يكون لبسهما لضرورة: ذكر الاحتمالات الحاكم.

  وعن أبي مسلم: كان موسى # يلبسهما اتقاء من الأنجاس، وخوفا من الحرشان، فأعلم بالأمن والطهارة.

  وقيل: أمر بالخلع؛ لأن من بلغ المقصد خلع نعليه فأمر بالخلع ليقف.

  وهاهنا بحث: في الأماكن الشريفة كما أمر موسى # بخلع