تفسير الثمرات اليانعة،

يوسف بن أحمد الثلائي (المتوفى: 832 هـ)

قوله تعالى: {قال رب اشرح لي صدري ويسر لي أمري واحلل عقدة من لساني يفقهوا قولي واجعل لي وزيرا من أهلي هارون أخي}

صفحة 251 - الجزء 4

  قوله تعالى: {قالَ رَبِّ اشْرَحْ لِي صَدْرِي وَيَسِّرْ لِي أَمْرِي وَاحْلُلْ عُقْدَةً مِنْ لِسانِي يَفْقَهُوا قَوْلِي وَاجْعَلْ لِي وَزِيراً مِنْ أَهْلِي هارُونَ أَخِي}⁣[طه: ٢٥ - ٣٠].

  ثمرة هذه الجملة:

  أن كل مأمور بأمر يحسن منه أن يسأل ما يستعين به على أدائه.

  وهذه أمور تعين على الأمور المتعلقة بالأنبياء، والأئمة والقضاة والولاة.

  أولها: شرح الصدر، وهو يتضمن ألّا تشغله الصحة والغم فيشغل ذلك قلبه، ويمنعه عن أداء ما أمر به. والشجاعة: فلا يكون جبانا فيكون جبنه مانعا له من إنفاذ الأمور.

  ثانيها: تيسير الأمر فلا يكون ما دخل فيه شاقا عليه، وفي حديث أبي ذر أنه لما طلب الإمارة قال له ÷: «إنك ضعيف وإنها أمانة» فينبغي أن لا يكون صاحب الولاية كثير العلل؛ لأن ذلك يمنع من المقصود.

  الثالث: حل العقدة من لسانه؛ لأنه كان في لسانه عقدة، والبيان يتعلق باللسان، ولأنه يتعلق به التنفير.

  قيل: كانت العقدة خلقة فحلها الله تعالى معجزة له.

  وقيل: كانت بسبب الجمرة التي وضعها على لسانه، وذلك لأنه أخذ بلحية فرعون فنتفها فهم بقتله، فقالت آسية: إنه صبي لا يعقل، وعلامته أن تقرب من التمرة والجمرة فيأخذ الجمرة فقربا منه فأخذ الجمرة: عن سعيد بن جبير، ومجاهد، والسدي.

  وقيل: إن جبريل # حول يده من التمرة إلى الجمرة، واختلف هل بقي شيء من العقدة؟ فعن الحسن: حلت لقوله تعالى: {قَدْ أُوتِيتَ سُؤْلَكَ يا مُوسى} وصححه الحاكم.