قوله تعالى: {قال رب اشرح لي صدري ويسر لي أمري واحلل عقدة من لساني يفقهوا قولي واجعل لي وزيرا من أهلي هارون أخي}
  قوله تعالى: {قالَ رَبِّ اشْرَحْ لِي صَدْرِي وَيَسِّرْ لِي أَمْرِي وَاحْلُلْ عُقْدَةً مِنْ لِسانِي يَفْقَهُوا قَوْلِي وَاجْعَلْ لِي وَزِيراً مِنْ أَهْلِي هارُونَ أَخِي}[طه: ٢٥ - ٣٠].
  ثمرة هذه الجملة:
  أن كل مأمور بأمر يحسن منه أن يسأل ما يستعين به على أدائه.
  وهذه أمور تعين على الأمور المتعلقة بالأنبياء، والأئمة والقضاة والولاة.
  أولها: شرح الصدر، وهو يتضمن ألّا تشغله الصحة والغم فيشغل ذلك قلبه، ويمنعه عن أداء ما أمر به. والشجاعة: فلا يكون جبانا فيكون جبنه مانعا له من إنفاذ الأمور.
  ثانيها: تيسير الأمر فلا يكون ما دخل فيه شاقا عليه، وفي حديث أبي ذر أنه لما طلب الإمارة قال له ÷: «إنك ضعيف وإنها أمانة» فينبغي أن لا يكون صاحب الولاية كثير العلل؛ لأن ذلك يمنع من المقصود.
  الثالث: حل العقدة من لسانه؛ لأنه كان في لسانه عقدة، والبيان يتعلق باللسان، ولأنه يتعلق به التنفير.
  قيل: كانت العقدة خلقة فحلها الله تعالى معجزة له.
  وقيل: كانت بسبب الجمرة التي وضعها على لسانه، وذلك لأنه أخذ بلحية فرعون فنتفها فهم بقتله، فقالت آسية: إنه صبي لا يعقل، وعلامته أن تقرب من التمرة والجمرة فيأخذ الجمرة فقربا منه فأخذ الجمرة: عن سعيد بن جبير، ومجاهد، والسدي.
  وقيل: إن جبريل # حول يده من التمرة إلى الجمرة، واختلف هل بقي شيء من العقدة؟ فعن الحسن: حلت لقوله تعالى: {قَدْ أُوتِيتَ سُؤْلَكَ يا مُوسى} وصححه الحاكم.