تفسير الثمرات اليانعة،

يوسف بن أحمد الثلائي (المتوفى: 832 هـ)

قوله تعالى: {أفلم يسيروا في الأرض فتكون لهم قلوب يعقلون بها أو آذان يسمعون بها}

صفحة 307 - الجزء 4

  ومسائل الضحايا والهدايا متفرعة إلى ذكر سنها ومكانها وزمانها، وغير ذلك مستنبطة من السنة الشريفة.

  قوله تعالى: {أَفَلَمْ يَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَتَكُونَ لَهُمْ قُلُوبٌ يَعْقِلُونَ بِها أَوْ آذانٌ يَسْمَعُونَ بِها}⁣[الحج: ٤٦]

  المعنى: فينظروا إلى مصارع الأمم وآثارهم، فيعتبروا ويحذروا أن يصيبهم ما أصاب الأمم إن لم يحذروا من أفعالهم.

  وثمرة ذلك: وجوب النظر

  قوله تعالى: {وَما أَرْسَلْنا مِنْ قَبْلِكَ مِنْ رَسُولٍ وَلا نَبِيٍّ إِلَّا إِذا تَمَنَّى أَلْقَى الشَّيْطانُ فِي أُمْنِيَّتِهِ}⁣[الحج: ٥٢]

  قال جار الله: النبي الذي لم ينزل عليه كتاب، وإنما أمر أن يدعو إلى شريعة من قبله من الرسل.

  والرسول: من معه معجزة وكتاب.

  روي أنه ÷ سئل عن الأنبياء فقال: «مائة ألف وأربعة وعشرون ألفا» فقيل: كم الرسل من هم؟ قال: «ثلاثمائة وثلاثة عشر جمّا غفيرا».

  والحاكم روى هذا عن بعضهم وأنكره قال: لأن الله تعالى قال: {وَما أَرْسَلْنا فِي قَرْيَةٍ مِنْ نَبِيٍ} وقال: {يا أَيُّهَا النَّبِيُ}⁣[الانفال: ٦٤] {يا أَيُّهَا الرَّسُولُ}⁣[المائدة: ٤١] خاطبه بهما، وإنما جاء باللفظين؛ لأن النبي من له الرفعة والدرجة، والرسول من أرسله الله تعالى، وعند الإطلاق لا يطلق إلا على رسول الله #.

  وقيل: الرسول من أرسل إليه، والنبي: من ألهم، أو أري في المنام.