تفسير الثمرات اليانعة،

يوسف بن أحمد الثلائي (المتوفى: 832 هـ)

وقوله تعالى: {فأقيموا الصلاة}

صفحة 316 - الجزء 4

  وعنه جهاد المشركين.

  وعن الحسن: بر الوالدين.

  وعن السدي والضحاك: بأن يطاع فلا يعصى، ويذكر فلا ينسى، ويشكر فلا يكفر.

  وعن الباقر: كلمة حق عند أمير جائر.

  وعن عبد الله بن المبارك: قهر الهوى.

  وقوله تعالى: {مِلَّةَ أَبِيكُمْ إِبْراهِيمَ}. هذا أمر سادس.

  والمعنى: اتبعوا ملة أبيكم إبراهيم، فيكون نصبه بفعل محذوف وهو اتبعوا، ويوقف على ما قبله.

  وقيل: إنه منتصب بنزع الخافض وتقديره: وسع عليكم بملة أبيكم إبراهيم، وهذا عن الفراء فيتصل بما قبله، أو يقدر حذف مضاف، تقديره، وسع عليكم توسعة ملة أبيكم إبراهيم.

  وقوله تعالى: {فَأَقِيمُوا الصَّلاةَ} سابع، {وَآتُوا الزَّكاةَ} ثامن {وَاعْتَصِمُوا بِاللهِ} تاسع، والمعنى بالاعتصام: الامتناع.

  قيل: أراد بدين الله، وقيل: أراد بالتوكل على الله، وقد أفادت الآية من الأحكام ما أمر به تعالى.

  وقوله: {وَجاهِدُوا فِي اللهِ}. أي في ذات الله ومن أجله.

  وقوله: {حَقَّ جِهادِهِ}. أصله جهادا حقا، مثل عالم حقا وجدا، أصله هو حق عالم، وجد عالم، وأضاف إلى الله تعالى، وكان أصله حق الجهاد لما كان الجهاد مختصا بالله تعالى.

  قال الحاكم: وقول من قال: قوله تعالى: {حَقَّ جِهادِهِ} منسوخ بقوله تعالى: {فَاتَّقُوا اللهَ مَا اسْتَطَعْتُمْ}⁣[التغابن: ١٦]: ليس بشيء؛ لأن التكليف لا يتوجه إلا بشرط الطاقة.