قوله تعالى: {قد أفلح المؤمنون الذين هم في صلاتهم خاشعون والذين هم عن اللغو معرضون والذين هم للزكاة فاعلون والذين هم لفروجهم حافظون إلا على أزواجهم أو ما ملكت أيمانهم فإنهم غير ملومين فمن ابتغى وراء ذلك فأولئك هم العادون والذين هم لأماناتهم وعهدهم راعون والذين هم على صلواتهم يحافظون أولئك هم الوارثون}
  يعني: وضع اليد على الخاصرة وفي الحديث نهي عن التخاصر في الصلاة.
  قيل: هو أن يضع يده على الخاصرة، وقيل: على مخصرته وهي العصا.
  وقيل: أن يختصر بعض السورة، وقيل: أن لا يتم الأركان والسدل، وهذا باب قد وسع فيه العلماء وأفردوا للخشوع في الصلاة أبوابا، وجمعوا فيها آثارا وحكايات للصالحين.
  وروى الحاكم في السفينة عنه ÷: «ركعتان خفيفتان في تفكر خير من قيام ليله والقلب ساه، وأن القوم يكونون في صلاتهم وبينهم في الفضل كما بين السماء والأرض» فتفرع من هذا أنه ينبغي أن يقدم الخاشع في الإمامة على غيره.
  وروي أنه ÷ كان يصلي رافعا بصره إلى السماء، فلما نزلت هذه الآية رمى ببصره نحو مسجده.
  وهاهنا ألفاظ نذكر ما قيل فيها:
  أما التغميض: فالمذهب أنه مكروه غير مفسد، وهذا مروي عن الصادق، والكرخي.
  وقال المنصور بالله: إذا غمض في أكثر الصلاة بطلت في قول.
  وأما السدل: فهو أن يجعل الثوب على الرأس والكتفين، ويرسل أطرافه(١)، وفي الحديث نهي عن السدل في الصلاة، هكذا في الضياء.
  والقاسم # قال: لا بأس بالسدل، وهو قول مالك وكرهه أبو
(١) وقيل هو أن يلتحف بثوب ويدخل يده من داخل ويركع ويسجد كذلك وكانت اليهود تفعله تمت.