تفسير الثمرات اليانعة،

يوسف بن أحمد الثلائي (المتوفى: 832 هـ)

قوله تعالى: {أم تسألهم خرجا فخراج ربك خير وهو خير الرازقين}

صفحة 335 - الجزء 4

  قوله تعالى: {أَمْ تَسْأَلُهُمْ خَرْجاً فَخَراجُ رَبِّكَ خَيْرٌ وَهُوَ خَيْرُ الرَّازِقِينَ}⁣[المؤمنون: ٧٢]

  الخرج: هو الأجر، ويطلق على ما يعطى الولاة، وهذا استفهام، والمراد به النفي، أي: ما تسألهم على طلب الهداية أجرا، ولا رزقا.

  وقد قرئ: (خرجا فخرج ربك) بغير ألف، وقرئ خراجا فخراج ربك بالألف فيهما، وقرئ خرجا فخراج ربك بغير ألف في الأول، وبالألف في الثاني، فقيل: هما واحد: وهو الأتاوة.

  وعن النضر بن شميل: سألت أبا عمرو بن العلاء عن الفرق بينهما؟

  فقال: الخراج: ما لزمك أداؤه، والخرج: ما تبرعت به ولم يجب.

  والمعنى: ليس ثم ما ينفر عنه في دعائك إلى الهدى، وذلك المنفر طلب الخراج.

  وثمرة هذه الجملة:

  أنه يلزم من يبلّغ عن الله تعالى وعن رسوله الشرائع والأحكام - وهم الأئمة والقضاة والعلماء بعد الرسول - إزالة ما ينفر فلا يجوز لهم قبول ما يتهمون به من الهدايا، والعطايا ونحو ذلك.

  ويستخرج من قوله تعالى: {وَهُوَ خَيْرُ الرَّازِقِينَ}

  أنه يجوز إطلاق لفظ الرازق على غير الله تعالى، نحو قولنا: الرازق للقاضي الإمام والسلطان، لكن ظاهر اللفظ إطلاقه على الله تعالى، فلو قال والرازق في اليمين⁣(⁣١) قبل قوله: إنه أراد غيره، ومع إطلاقه ينصرف إلى الله تعالى.


(١) أي الحلف تمت.