تفسير الثمرات اليانعة،

يوسف بن أحمد الثلائي (المتوفى: 832 هـ)

قوله تعالى: {وقال الرسول يا رب إن قومي اتخذوا هذا القرآن مهجورا}

صفحة 482 - الجزء 4

  ثمرة الآية: تحريم خلة الكافر والظالم، وقد ثبت وجوب موالاة أولياء الله، ومعاداة أعداء الله.

  قال الحاكم: والآية عامة في كل متحابين في معصية الله، وجاء في الحديث عنه ÷: «مثل الجليس الصالح مثل الداريّ إن لم يحذك من عطره علقك من ريحه، ومثل الجليس السوء كمثل القين إن لم يصبك ناره أصابتك شراره»⁣(⁣١).

  وقد روي عن مالك بن دينار أنه قال: إنك إن تنقل الحجارة مع الأبرار حسن من أن تأكل الخبيص مع الفجار.

  ولأبي وائلة:

  تجنب قرين السوء واصرم حباله ... فإن لم تجد عنه محيصا فداره

  واحبب حبيب الصدق واحذر مراءه ... تنل منه صفو الود ما لم تماره

  وفي الشيب ما ينهى الحليم عن الصبا ... إذا اشتعلت نيرانه في عذاره

  قوله تعالى: {وَقالَ الرَّسُولُ يا رَبِّ إِنَّ قَوْمِي اتَّخَذُوا هذَا الْقُرْآنَ مَهْجُوراً}⁣[الفرقان: ٣٠]

  هذه شكاية من الرسول ÷ إلى ربه من قومه وهم قريش.

  وقوله {مَهْجُوراً} فيه وجوه:

  الأول: أنهم أعرضوا عنه، وصدوا عنه، وعن الإيمان.

  والثاني: أنه أراد أنهم كانوا إذا سمعوه هجروا فيه كقوله: {لا تَسْمَعُوا لِهذَا الْقُرْآنِ وَالْغَوْا فِيهِ}⁣[فصلت: ٢٦].


(١) بتشديد الياء العطار نسبة إلى الدارين موضع في البحرين يؤتى منه بالطيب تمت نهاية. ويحذيك إذا لم يعطك. والقين الحداد والصائغ تمت.