تفسير الثمرات اليانعة،

يوسف بن أحمد الثلائي (المتوفى: 832 هـ)

قوله تعالى: {إنا أرسلناك بالحق بشيرا ونذيرا ولا تسئل عن أصحاب الجحيم}

صفحة 209 - الجزء 1

  وعند الشافعي: لا يعتق إلا الآباء والأولاد، وزاد مالك: الأخوة.

  قوله تعالى: {إِنَّا أَرْسَلْناكَ بِالْحَقِّ بَشِيراً وَنَذِيراً وَلا تُسْئَلُ عَنْ أَصْحابِ الْجَحِيمِ}⁣[البقرة: ١١٩]

  قراءة أكثر القراء {تُسْئَلُ} برفع التاء واللام، على جهة الإخبار، وقراءة عبد الله ولن تسأل وقراءة أبي وما تسأل وهما شاذتان.

  وقد دلت الآية: على أن العبد إذا فعل ما كلف من الأمر والنهي، ولم يؤثر أمره، ونهيه - أنه لا حرج عليه في عدم التأثير⁣(⁣١)؛ لأن هذه نزلت تسلية لرسول الله ÷، فهي كقوله تعالى في سورة الرعد: {فَإِنَّما عَلَيْكَ الْبَلاغُ وَعَلَيْنَا الْحِسابُ}⁣[الرعد: ٤٠] وكقوله تعالى في سورة الشعراء: {لَعَلَّكَ باخِعٌ نَفْسَكَ أَلَّا يَكُونُوا مُؤْمِنِينَ}⁣[الشعراء: ٣] وكقوله تعالى في سورة فاطر: {فَلا تَذْهَبْ نَفْسُكَ عَلَيْهِمْ حَسَراتٍ}⁣[فاطر: ٨].

  وقيل: المعنى: لا تؤاخذ بذنبهم⁣(⁣٢)، كقوله تعالى في سورة النور: {فَإِنَّما عَلَيْهِ ما حُمِّلَ وَعَلَيْكُمْ ما حُمِّلْتُمْ}⁣[النور: ٥٤] وكقوله تعالى في سورة الزمر: {وَلا تَزِرُ وازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرى}⁣[الزمر: ٧].

  قال أبو علي: وفي الآية دلالة على أن أحدا لا يؤاخذ بذنب غيره، وهذا صحيح في أمر الآخرة⁣(⁣٣)، وأما في أحكام الدنيا، فقد يطالب الإنسان بجناية غيره كما تحمله العاقلة، وكما يضمنه المرتهن⁣(⁣٤) على قول ونحوه، وسيأتي شرح ذلك إن شاء الله تعالى


(١) في ب (في عدم التألم).

(٢) في ب (لا تؤاخذ بذنوبهم).

(٣) في نسخة (أحكام الآخرة).

(٤) لعله يريد على قول من يقول: تضمن جناية العبد المرهون على المرتهن، والله أعلم، وقوله (نحوه) الغاصب. (ح / ص).