تفسير الثمرات اليانعة،

يوسف بن أحمد الثلائي (المتوفى: 832 هـ)

قوله تعالى: {واغفر لأبي}

صفحة 498 - الجزء 4

  قوله تعالى: {وَاغْفِرْ لِأَبِي}⁣[الشعراء: ٨٦]

  هذا الدعاء؛ لأنه وعده الإسلام بدليل قوله تعالى في سورة التوبة: {وَما كانَ اسْتِغْفارُ إِبْراهِيمَ لِأَبِيهِ إِلَّا عَنْ مَوْعِدَةٍ وَعَدَها إِيَّاهُ}⁣[التوبة: ١١٤].

  وقيل: كان مبطنا للإسلام، ويظهر الكفر تقية.

  قوله تعالى: {وَما أَنَا بِطارِدِ الْمُؤْمِنِينَ}⁣[الشعراء: ١١٤]

  هذا من جواب نوح صلّى الله عليه لما قال له قومه: {أَنُؤْمِنُ لَكَ وَاتَّبَعَكَ الْأَرْذَلُونَ قالَ وَما عِلْمِي بِما كانُوا يَعْمَلُونَ}⁣[الشعراء: ١١١ - ١١٢].

  قيل: عابوهم بالمهن الخسيسة كالحجامة، والحياكة.

  وقيل: بإتيان أعمال سيئة في الباطن.

  وثمرة ذلك:

  أن العبرة بالظاهر؛ لأنه قال: {قالَ وَما عِلْمِي بِما كانُوا يَعْمَلُونَ}⁣[الشعراء: ١١٢] يعني إنما آخذ بالظاهر، لا أني أشق على قلوبهم، ويدل على أن المؤمن وإن كان حاله القلة في الدنيا لا يبعد استدعاء لذي الحالة، ونظير هذا قوله ÷: «إياكم والإفراد» الخبر.

  قال الزمخشري: وهكذا قالت قريش لأصحاب رسول الله ÷ وما زالت أتباع الأنبياء كذلك حتى صارت من سيماهم.

  وروي أن هرقل سأل أبا سفيان: من أصحاب رسول الله ÷؟ فقال: ضعفاء الناس وأراذلهم، فقال: ما زالت الأنبياء كذلك.