قوله تعالى: {ولا تنس نصيبك من الدنيا}
قوله تعالى: {وَلا تَنْسَ نَصِيبَكَ مِنَ الدُّنْيا}
  فيه أقوال للمفسرين:
  فقيل: بأن تأخذ ما يكفيك ويصلحك: وهذا مروي عن الحسن.
  وقيل: ما أوتي من قوة وغنىّ فيقدمه للآخرة، ويعمل أعمالها.
  وقيل: ما قدمت فهو نصيبك.
  فظهر من ثمرات الآية:
  قبح الحسد، وأنه يقود إلى الكفر، وكذلك قبح التكبر والظلم، والنهي عن الفرح الملهي، ويدخل في ذلك الإفراط في الولائم المؤدي إلى المفاخرة، والشغل عن أمر الدين، ومن ذلك الإخلاص في الإنفاق، ومن ذلك لزوم الاهتمام بما يكفيه من الحلال إذا فسر النصيب بما يكفيه، ومن ذلك الحث على فعل المعروف؛ لأنه قد فسر قوله تعالى: {وَأَحْسِنْ} أي: أحسن إلى الناس.
  وقيل: أحسن في طلب الحلال.
  وقيل: في طاعة الله تعالى.
  ومنها: أن القرابة لا تنفع من غير عمل.
  وهاهنا نكتة في كتب التفسير:
  نذكر ما في الكشاف قال: كان قارون يؤذي موسى ﷺ كل وقت وهو يداريه للقرابة التي بينهما حتى نزلت الزكاة فصالحه عن كل ألف دينار على دينار، وعن كل ألف درهم على درهم فحسبه فاستكثره فشحت به نفسه فجمع بني إسرائيل وقال: إن موسى أرادكم على كل شيء، وهو يريد أن يأخذ أموالكم، فقالوا: أنت كبيرنا وسيدنا فأمرنا بما شئت فقال: نبرطل فلانة البغي حتى ترميه بنفسها فيرفضه بنو إسرائيل، فجعل لها ألف دينار.