قوله تعالى: {تلك الدار الآخرة نجعلها للذين لا يريدون علوا في الأرض ولا فسادا والعاقبة للمتقين}
  فقيل: العلو: التكبر عن الانقياد لأمر الله. والفساد الإنفاق في وجوه الظلم.
  وقيل: الفساد والإنفاق في السرف.
  وقيل: الفساد المعاصي.
  وقيل: الفساد أخذ المال بغير حق.
  وقيل: الإصرار على المعصية.
  وفي عين المعاني: العلو البغي.
  وعن ابن جبير، والحسن: عزا، وسرفا.
  وعن الضحاك: ظلما.
  وعن ابن سلام: شركا.
  وقيل: لا يجزعون من ذلها، ويتنافسون في عزها.
  قال في الكشاف: وعن علي # إن الرجل لتعجبه أن تكون شراك نعله أحسن من شراك نعل صاحبه، فيدخل تحتها.
  وعن عمر بن عبد العزيز: أنه كان يرددها حتى قبض.
  وعن الفضيل: أنه قرأها ثم قال: ذهبت الأماني هاهنا.
  ويستثمر من هذه الآية الكريمة:
  أن من أراد بنوع من الطاعة علو الدرجة دخل في هذا، ولم يكن عمله مقبولا، ويكون نظيرا لمن جاء فيهم الحديث عنه ÷ في قوله: «من تعلم العلم ليجاري به العلماء، أو ليماري به السفهاء، أو يصرف وجوه الناس إليه أدخله الله النار» ومثل هذا من طلب بالإمامة الكبرى أو الصغرى، أو القضاء، أو الخطبة في الجمع والأعياد المزيّة وارتفاع الدرجة، وظهور الكلمة.
  بل يدخل في هذا من قصد بالصف الأول لتكون له رتبة على غيره.