تفسير الثمرات اليانعة،

يوسف بن أحمد الثلائي (المتوفى: 832 هـ)

قوله تعالى: {ووصينا الإنسان بوالديه حسنا وإن جاهداك لتشرك بي ما ليس لك به علم فلا تطعهما إلي مرجعكم فأنبئكم بما كنتم تعملون}

صفحة 10 - الجزء 5

  البيداء قال أبو جهل: إن ناقتي قد كلت فاحملني معك، فنزل ليوطئ لنفسه وله فأخذاها وشداه وثاقا وجلده كل واحد منهما مائة جلدة، وذهبا به إلى أمه فقالت: لا يزال في عذاب حتى يرجع عن دين محمد، فنزلت.

  وثمرة ذلك:

  وجوب بر الوالدين؛ لأن الوصية هي الأمر المؤكد، والمعنى:

  ووصيناه بإيتاء والديه حسنا، وفي بر الوالدين من الأدلة والترغيب والحث ما لا يحصى، وقد أفرد الحاكم في السفينة لذلك بابا، وقد عد العلماء ¤ عقوق الوالدين من الكبائر.

  لكن هنا فروع خفية:

  أحدها: هل يحتاج إلى استئذانهما في الحج والجهاد وطلب العلم أم لا؟ ظاهر المذهب أنه لا يستأذنهما، وفي الخبر عنه ÷: «لا طاعة لمخلوق في معصية الخالق»: وهذا قد ذكره أبو جعفر، والمنصور بالله، وقال: إن أبا بكر خرج للجهاد مع رسول الله ÷ وترك أباه شيخا كبيرا أعمى.

  وقال الشافعي، والأمير الحسين، والإمام يحيى: إنه يستأذنهما لأخبار وردت:

  منها: ما رواه في سنن أبي داود بالإسناد إلى عبد الله بن عمر قال: جاء رجل إلى رسول الله ÷ فقال: جئت أبايعك على الهجرة وتركت أبوي يبكيان، فقال: «ارجع إليهما فأضحكهما كما أبكيتهما» وجاء رجل إلى رسول الله ÷ فقال: يا رسول الله أجاهد؟ فقال: «ألك أبوان»؟ قال: نعم، قال: «ففيهما فجاهد».

  وفي السنن أيضا عن أبي سعيد الخدري أن رجلا هاجر إلى رسول الله ÷ من اليمن فقال: «هل لك أحد باليمن». قال: أبواي، قال: «أذنا