تفسير الثمرات اليانعة،

يوسف بن أحمد الثلائي (المتوفى: 832 هـ)

قوله تعالى: {وتقطعون السبيل}

صفحة 14 - الجزء 5

  قوله تعالى: {وَتَقْطَعُونَ السَّبِيلَ}⁣[العنكبوت: ٢٩]

  اختلف المفسرون في ذلك، فقيل: كانوا يقطعون الطرق لأخذ الأموال.

  وقيل: للعمل الخبيث؛ لأنهم كانوا يطلبون الغرباء، وقيل: يقطعون السبيل الولد بإتيان الذكور، والجميع محرم.

  قوله تعالى: {وَتَأْتُونَ فِي نادِيكُمُ الْمُنْكَرَ}⁣[العنكبوت: ٢٩]

  يعني في مجالسكم.

  اختلف ما أريد بالمنكر:

  فعن ابن عباس، ومحمد بن القاسم: أنه الضراط في مجالسهم من غير حشمة ولا حياء.

  وقيل: كانوا يخذفون من مر بهم سخرية: عن السدي، وروي مرفوعا، وقيل: يأتون الذكور في مجالسهم: عن مجاهد.

  وقيل: يخذفون من مر بهم فأيهم أصابه كان أولى به، وروي مرفوعا.

  وقيل: كانت مجالسهم تشتمل على أنواع القبائح من الشتم والقمار، وضرب المعازف والمزامير، وكشف العورات واللواط.

  وقيل: الخذف بالحصى، والرمي بالبنادق، والفرقعة، ومضغ العلك، والسواك بين الناس، وحل الإزار، وإظهار القبائح أقبح من إخفائها، ولهذا جاء في الحديث: «من خرق جلباب الحياء فلا غيبة له» وروي: «من ألقى جلباب الحياء فلا غيبة له».