تفسير الثمرات اليانعة،

يوسف بن أحمد الثلائي (المتوفى: 832 هـ)

قوله تعالى: {الذين صبروا وعلى ربهم يتوكلون}

صفحة 22 - الجزء 5

  يلتبس؛ وهاهنا تجب الهجرة إن أمكنه الخروج، ووجد موضعا خاليا عن صفة الموضع المهاجر منه، فإن كان في دار الحرب، وحاله ظاهر نظر:

  فإن كان في وقوفه صلاح لم تجب الهجرة، وإن لم وجب على ظاهر أقوال العلماء.

  وقال الإمام يحيى: لا تجب في هذا الموضع.

  قوله تعالى: {الَّذِينَ صَبَرُوا وَعَلى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ}⁣[العنكبوت: ٥٩]

  هذا وصف لمن تقدم في قوله: {وَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ}⁣[البقرة: ٨٢]

  والمعنى صبروا على مفارقة الأوطان، والهجرة لأجل الدين، وعلى أذى المشركين، وعلى المحن والمصائب، وعلى الطاعات، وعن المعاصي.

  قوله تعالى: {وَكَأَيِّنْ مِنْ دَابَّةٍ لا تَحْمِلُ رِزْقَهَا اللهُ يَرْزُقُها وَإِيَّاكُمْ}⁣[العنكبوت: ٦٠]

  قيل: نزل هذا في قوم آذاهم المشركون بمكة وأمروا بالهجرة، فقالوا: كيف نخرج إلى المدينة وليس لنا بها دار ولا عقار، فمن يطعمنا ويسقينا؟ فنزلت.

  وثمرة ذلك: لزوم الهجرة، وأن الدار والعقار الذي للمهاجر فواته لا يسقط الهجرة، وكذا لو كان له حرفة في دار الحرب أو تجارة أو نحو ذلك.

  قال في الكشاف: وعن رسول الله ÷: «من فر بدينه من أرض إلى