تفسير الثمرات اليانعة،

يوسف بن أحمد الثلائي (المتوفى: 832 هـ)

قوله تعالى: {ومن الناس من يشتري لهو الحديث ليضل عن سبيل الله بغير علم ويتخذها هزوا أولئك لهم عذاب مهين}

صفحة 35 - الجزء 5

  فيدخل في ذلك من خدع عن إجابة الإمام، وأن لهو الحديث قبيح، وذلك هو الغناء.

  قال في الكشاف: السمر بالأباطيل والأحاديث الكاذبة، والخرافات المضحكات.

  قال: ويدخل المسبقات وهو علم عمل آلات الغناء والموسيقى، وهو علم الغناء، ومعرفة النغم.

  وعنه ÷: «ما من رجل يرفع صوته بالغناء إلا بعث الله عليه شيطانين أحدهما على هذا المنكب، والآخر على هذا المنكب، فلا يزالان يضربانه بأرجلهما حتى يسقط».

  وقيل: الغناء منفذة للمال، مسخطة للرب، مفسدة للقلب، وهذا مذهب أكثر العلماء، وقد ذكر في الانتصار أنه يوجب الفسق.

  وعند (الشافعي): يجوز أن يغني لنفسه أو تغني له جاريته على وجه لا يجتمع عليه المحافل، ولا يشغل عن أوقات الصلاة، وجوزه فقهاء المدينة، وقد استدل على التحريم بهذه الآية.

  وقيل: في تفسير قوله تعالى في سورة المدثر: {وَكُنَّا نَخُوضُ مَعَ الْخائِضِينَ}⁣[المدثر: ٤٥] يريد به سماع اللهو.

  وقيل: تفسير قوله تعالى: {وَتَأْتُونَ فِي نادِيكُمُ الْمُنْكَرَ}⁣[العنكبوت: ٢٩] هو اللهو واللعب في أحد التأويلات، وكذا قوله تعالى: {الَّذِينَ اتَّخَذُوا دِينَهُمْ لَعِباً وَلَهْواً}⁣[الأنعام: ٧٠].

  وعنه ÷: «أول من تغنى إبليس، ثم زمر، ثم حدا، ثم ناح»⁣(⁣١).


(١) الفردوس بمأثور الخطاب ج: ١ ص: ٢٧ ٤٢ علي بن أبي طالب # أول من تغنى ابليس ثم زمر ثم حدى ثم ناح.