تفسير الثمرات اليانعة،

يوسف بن أحمد الثلائي (المتوفى: 832 هـ)

قوله تعالى: {إليه يصعد الكلم الطيب والعمل الصالح يرفعه}

صفحة 102 - الجزء 5

  قال الحاكم: وهذا تأديب من الله تعالى لعله يريد أنه أمر إرشاد ورخصة.

قوله تعالى: {إِلَيْهِ يَصْعَدُ الْكَلِمُ الطَّيِّبُ وَالْعَمَلُ الصَّالِحُ يَرْفَعُهُ}

  المعنى {إِلَيْهِ}، أي: إلى موضع القبول، والصعود عبارة عن القبول، والرفع عبارة عن التعظيم، عن أبي مسلم.

  وكل ما اتصف بالكمال وصلح بالقبول وصف بالرفعة والصعود.

  يقال: صعد أمر فلان وعلا كعبه، وارتفع شأنه، ولما كان الكلام عرضا لا يصح إضافة الفعل إليه حمل على المجاز، فقيل: يصعد محل الكلم وهو ما كتب فيه.

  وقيل: يصعد الملكان والكلم محفوظ.

  وقوله تعالى: {وَالْعَمَلُ الصَّالِحُ يَرْفَعُهُ} في ذلك ثلاثة أوجه:

  الأول: أن المراد أن العمل الصالح يرفعه الله، وهو على ما تقدم من رفع محله، وأن المراد القبول.

  والثاني: أن المراد أن العمل هو الرافع للكلم الطيب؛ إذ لو كان كلاما من غير عمل صالح لم يعتد به، وهذا مروي عن الحسن، وأبي علي، والخبر يفيد هذا المعنى، وهو قوله ÷: «لا قول إلا بعمل، ولا قول ولا عمل إلا بنية، ولا قول ولا عمل ولا نية إلا بإصابة السنة»⁣(⁣١) وقد قرئ والعمل الصالح يرفعه بالنصب على أنه مفعول، والرافع الكلم، وفي هذا المعنى قول بعضهم:


(١) أخرجه المؤيد بالله في شرح التجريد وأبو طالب في أماليه والمرشد بالله في أماليه.