قوله تعالى: {ما أنذر آباؤهم}
  نحو ذلك، ونظير ذلك قوله تعالى في سورة القيامة: {يُنَبَّؤُا الْإِنْسانُ يَوْمَئِذٍ بِما قَدَّمَ وَأَخَّرَ} أي: قدم من أعماله، وأخر من آثاره.
  وقيل: الآثار هي آثار المشائين إلى المساجد.
  وعن جابر أردنا النقلة إلى المسجد، والبقاع حوله خالية، فبلغ ذلك رسول الله ÷ فأتانا رسول الله ÷ في ديارنا وقال: «يا بني سلمة بلغني أنكم تريدون النقلة إلى المسجد» فقلنا: نعم بعد علينا المسجد، والبقاع حوله خالية، فقال ÷: «عليكم دياركم، فإنها تكتب آثاركم» فما وددنا حضرة المسجد.
  وعن عمر بن عبد العزيز: لو كان الله مغفلا شيئا لأغفل هذه الآثار التي تعفيها الرياح، هكذا في الكشاف، ومعناه في التهذيب قال: وقيل: ما خلفوا من الأموال.
  وثمرة ذلك: الحث على فعل أسباب الخير، والتحذير من أسباب القبائح، وعلى هذا ما جاء في الأثر عنه ÷: «من سن سنة حسنة كان له أجرها، وأجر من عمل بها إلى يوم القيامة، ومن سن سنة سيئة كان عليه وزرها، ووزر من عمل بها إلى يوم القيامة» ويدخل في ذلك من أوصى بنوع من أنواع البر فله ثواب ما فعله الموصي؛ لأنه قد صار مسببا له بالوصية، ومن أوصى بمعصية فعليه الوزر إن فعلت؛ لأنه صار مسببا لها وعلى هذا ما ورد في الحديث عنه ÷: «إن الميت ليعذب ببكاء أهله عليه» ويؤول على أن المراد بذلك إذا أوصاهم بالنياحة.
  وكذلك من ثمراتها: الحث على كثرة الخطى إلى المساجد، وقد قيل: إنها نزلت في ذلك، وقد جاء في ذلك قوله ÷: «ألا أخبركم بما يمحو الله به السيئات، ويضاعف به الحسنات، ويرفع به الدرجات، اسباغ الوضوء في السبرات، وكثرة الخطى إلى المساجد، وانتظار الصلاة بعد الصلاة».
  ويأتي مثل ذلك كثرة الخطى لطلب العلم، وقد عمل بذلك بعض