تفسير الثمرات اليانعة،

يوسف بن أحمد الثلائي (المتوفى: 832 هـ)

قوله تعالى: {إني كان لي قرين يقول أإنك لمن المصدقين}

صفحة 111 - الجزء 5

  في معنى ذلك أقوال للمفسرين:

  الأول: أن المعنى نظر إلى الكواكب، وقد قيل: إنه نظر ابتداء في النجوم لما جن عليه الليل فرأى كوكبا، فلما أفل ورأى صفة الحدوث علم أنه ليس بإله، فقال: {إِنِّي سَقِيمٌ}، أي: لست على يقين من الأمر، وشفاء من العلم، وكان ذلك ابتداء حال التكليف، فلما استدل وعلم الحق قال: {أَنِّي بَرِيءٌ مِمَّا تُشْرِكُونَ} ورجح هذا الحاكم؛ لأن ذلك حقيقة الكلام، ولأنه لم يرو أنه كان منجما فيقال: نظر في علم النجوم، ولأن المنجم يظن فيما يقول والنبي يقطع.

  وقيل: نظر في علم النجوم، أو في كتابها، أو في أحكامها.

  وعن بعض الملوك أنه سئل عن مشتهاه فقال: حبيب انظر إليه، ومحتاج انظر له، وكتاب انظر فيه، فأوهمهم أنه استدل بأمارات في علم النجوم على أنه سقيم، فقال: {إِنِّي سَقِيمٌ} أي مشارف للسقم وهو الطاعون، وكان أغلب الأسقام عليهم، وكانوا يخافون العدوى.

  قال ذلك لينفروا منه، فهربوا إلى عيدهم، وتركوه في بيت الأصنام، وليس معه أحد، ففعل ما فعل من رأيه.

  وقيل: نظر إلى النجوم راميا بنظره إلى السماء، يتفكر في نفسه كيف يحال.

  قال في عين المعاني: وقيل معنى {فِي النُّجُومِ} أي: فيما ينجم من رأيه. وقيل نظر راميا ببصره إلى السماء يتفكر في نفسه كيف يحتال. هكذا ذكر في الكشاف.

  وقيل: النجوم النبات في الأرض، وقيل: أراهم أنه ينظر لاعتقادهم في النجوم.

  قال: وقيل: علم النجوم كان مستقرا إلى أن دخل على عيسى عليه