تفسير الثمرات اليانعة،

يوسف بن أحمد الثلائي (المتوفى: 832 هـ)

وقوله تعالى: {واستغفر لذنبك}

صفحة 156 - الجزء 5

  الأول: أنه أراد بالدعاء العبادة والاستجابة الإثابة، ولهذا قال تعالى في آخر الآية: {إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبادَتِي} وفي تفسير مجاهد:

  اعبدوني أثبكم.

  وقال الحسن وقد سئل عنها: اعملوا، وابشروا فإنه حق على الله أن يستجيب للذين آمنوا وعملوا الصالحات، ويزيدهم من فضله.

  وقيل للثوري: ادع الله فقال: إن ترك الذنوب هو الدعاء، وفي الحديث إذا شغل عبدي طاعتي عن الدعاء أعطيته أفضل ما أعطي السائلين.

  وروى النعمان بن بشير عنه صلّى الله عليه: «الدعاء هو العبادة» وقرأ هذه الآية.

  وعن ابن عباس: وحّدوني أغفر لكم.

  قال جار الله: وهذا تفسير للدعاء بالعبادة، ثم للعبادة بالتوحيد.

  القول الثاني: أن معنى {أَسْتَجِبْ} أي: أسمع القول.

  الثالث: أنه أراد حقيقة الدعاء الذي هو الطلب.

  قال الحاكم: وإنما وجب لما في ذلكم من الإخلاص والانقطاع إليه، والاعتراف بأنه المنعم، وفي الحديث عنه ÷: «من لم يدع الله غضب عليه» رواه في النجم شعرا:

  الله يغضب إن تركت سؤاله ... وبني آدم حين يسأل يغضب

  ويحمل على ظاهره؛ لأن الدعاء من أبواب العبادة.

  وعن ابن عباس: أفضل العبادة الدعاء.

  وعن كعب: أعطى الله هذه الأمة ثلاث خصال لم يعطهن إلا نبيا مرسلا، كان يقول لكل نبي: أنت شاهدي على خلقي، وقال لهذه الأمة: {لِتَكُونُوا شُهَداءَ عَلَى النَّاسِ}⁣[البقرة: ١٤٣]، وكان يقول: ما عليك من