تفسير الثمرات اليانعة،

يوسف بن أحمد الثلائي (المتوفى: 832 هـ)

قوله تعالى: {ومن أحسن قولا ممن دعا إلى الله وعمل صالحا وقال إنني من المسلمين}

صفحة 165 - الجزء 5

  في تفسير ذلك وجوه:

  قيل: يعني ملة الإسلام وملة الكفر.

  وقيل: قول الداعي إلى الحق، والداعي إلى الضلال، وقيل: أراد الأعمال الحسنة، والأعمال القبيحة.

  وقيل: الدعاء بالرفق، ولهذا قال تعالى: {ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ} وقيل: الإحسان والإساءة متفاوتان فخذ بالحسنة التي هي أحسن من أختها، وإذا اعترضك حسنتان فالحسنة أن تعفو عن المسيء، والتي هي أحسن أن تحسن إليه مكان إساءته، مثل أن يذمك فتمدحه، ويقتل ولدك فتفتدي ولده من عدوه، وفي هذا قول بعضهم:

  تجني عليّ وأحنوا صافحا أبدا ... لا شيء أحسن من حان على جان

  وقيل: إنها نزلت في أبي سفيان بن حرب وكان عدوا مؤذيا لرسول الله ÷ فصار وليا مصافيا؛ لأن ذلك يصير العدو كأنه ولي حميم، أي مواليا قريبا.

  وثمرتها: البعث والترغيب، والإحسان إلى المسيء، وهذا مثل ما ورد في الحديث في قوله: «أن تصل من قطعك، وتعطي من حرمك».

  ومن ثمراتها أنه يجب البداية في الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر بالرفق ولين القول.

  وقوله: {وَما يُلَقَّاها إِلَّا الَّذِينَ صَبَرُوا}

  أي ما يلقى هذه الخليقة والسجية التي هي مقابلة الإساءة بالإحسان إلا أهل الصبر، وإلا رجل وفق لحظ عظيم من الخير.

  وعن ابن عباس (التي هي أحسن) الصبر عند الغضب، والحلم عند الجهل، والعفو عند الإساءة، وفسر الحظ بالثواب.

  وعن الحسن الجنة.