قوله تعالى: {الله الذي أنزل الكتاب بالحق والميزان}
  أترون محمدا يسأل على ما يتعاطاه أجرا، فنزلت، ورجحه الحاكم؛ لأن السورة مكية.
  وروي أن الأنصار قالوا: فعلنا وفعلنا، فقال العباس أو ابن العباس: لنا الفضل عليكم، فبلغ ذلك رسول الله ÷ فأتاهم في مجالسهم فقال: «يا معشر الأنصار ألم تكونوا أذلة فأعزكم الله بي؟ قالوا: بلى يا رسول الله، قال: ألم تكونوا ضلالا فهداكم الله بي؟ قالوا: بلى يا رسول الله، قال: أفلا تجيبوني؟ قالوا: ما تقول يا رسول الله: قال: ألا تقولون: ألم يخرجك قومك فآويناك، أولم يكذبوك فصدقناك، أو لم يخذلوك فنصرناك» قال: فما زال يقول حتى جثوا على الركب فقالوا: أموالنا وما في أيدينا لله ولرسوله، فنزلت الآية.
  وقيل: أتت الأنصار رسول الله بمال جمعوه، وقالوا: يا رسول الله قد هدانا الله بك، وأنت ابن أختنا؛ لأن أم عبد المطلب من الأنصار وتغزوك نوائب وما لك سعة، فاستعن بهذا على ما ينوبك، فرده فنزلت.
  قال الحاكم: والأول أشبه؛ لأن الصورة مكية، إذا ثبت هذا ففي معنى ذلك ثلاثة أوجه:
  الأول: أن المراد إلا المودة بالتقرب إلى الله والعمل الصالح، قواه الحسن، وأبو علي.
  الثاني: أن المراد إلا أن تودوني للقرابة التي بيني وبينكم فلا تودوني، والمعنى: إلا أن تودوني في حق القربى، كما يقال: أحب في الله، أي لأجله فتكون الثمرة من هذا المعنى أن للقريب حقا يجب رعايته، والأخبار متظاهرة بذلك، وقد أفرد الحاكم في السفينة بابا في صلة الرحم.
  الثالث: فهو الأظهر أن المراد إلا أن تودوني في قرابتي، وقد جاء