تفسير الثمرات اليانعة،

يوسف بن أحمد الثلائي (المتوفى: 832 هـ)

قوله تعالى: {وما عند الله خير وأبقى للذين آمنوا وعلى ربهم يتوكلون والذين يجتنبون كبائر الإثم والفواحش وإذا ما غضبوا هم يغفرون والذين استجابوا لربهم وأقاموا الصلاة وأمرهم شورى بينهم ومما رزقناهم ينفقون والذين إذا أصابهم البغي هم ينتصرون}

صفحة 180 - الجزء 5

  وعن الحسن ¥: ما تشاور قوم إلا هدوا لأرشد أمرهم، وفي هذا حبّ التشاور، وقد بوّب لذلك أبواب، وقد يجب في أحوال.

  وفي عين المعاني: لما سمعوا بظهوره ÷ اجتمعوا في دار أبي أيوب، واجتمع رأيهم على الإيمان.

  وقيل: هو عام فيما لا وحي فيه.

  الثامنة: قوله تعالى: {وَمِمَّا رَزَقْناهُمْ يُنْفِقُونَ} يعني: في أمور القرب، وهاهنا جاء بمن وهي للتبعيض يعني: ينفقون بعض ما معهم، فأما جميعه فقد يختلف الحال، تارة يكون الإيثار أفضل إذا وثق بالصبر، وتارة ترك الاستغراق أفضل إذا لم يثق بالصبر.

  التاسعة: قوله تعالى: {وَالَّذِينَ إِذا أَصابَهُمُ الْبَغْيُ هُمْ يَنْتَصِرُونَ} في ذلك وجهان:

  الأول: أن المراد يتناصرون، كقوله تعالى: (يتخاصمون)⁣(⁣١) {يَخْتَصِمُونَ}⁣[ص: ٦٩] والمعنى: ينصرون المبغي عليه.

  وثمرة: هذا وجوب النهي عن المنكر؛ لأن نصرة المبغي عليه إزالة منكر.

  والثاني: أن المراد ينتصرون لنفوسهم من الباغي، لكن في هذا وجوه:

  الأول: أن هذا في حق الله وما تقدم من قوله: {وَإِذا ما غَضِبُوا هُمْ يَغْفِرُونَ} في حق العباد.


(١) لا يوجد في القرآن (يتخاصمون) إلا إذا كانت قراءة لغير حفص، وأما {يَخْتَصِمُونَ} فقد وردت في آل عمران ٤٤، والشعراء ٩٦، والنمل ٤٥، وص ٦٩.