تفسير الثمرات اليانعة،

يوسف بن أحمد الثلائي (المتوفى: 832 هـ)

قوله تعالى: {الذين كفروا وصدوا عن سبيل الله أضل أعمالهم}

صفحة 206 - الجزء 5

سورة محمد [÷]

  

  قوله تعالى: {الَّذِينَ كَفَرُوا وَصَدُّوا عَنْ سَبِيلِ اللهِ أَضَلَّ أَعْمالَهُمْ}⁣[محمد: ١]

  قيل: أراد بقوله: {وَصَدُّوا} أي: أعرضوا عن الإسلام.

  وقيل: أراد صدوا غيرهم أي: منعوا غيرهم، وقيل: المعنى منعوا غيرهم من الحج عن أبي مسلم.

  وقوله: {أَضَلَّ أَعْمالَهُمْ} قيل: أحبطها وجعلها ضائعة، فلا يثبت لهم ثواب مما كانوا يفعلون، ويعدونه من المكارم، من قرء الضيف، وفك العاني، وصلة الرحم.

  وثمرة ذلك: أن قرب الكافر غير صحيحة من وقف ونذر، وتسبيل مسجد، ووضوء على قولنا: إنه عبادة، وأبو حنيفة لما قال: هو يشبه غسل النجاسة، وأنه لا يحتاج نية صحّحه من الكافر.

  قوله تعالى: {فَإِذا لَقِيتُمُ الَّذِينَ كَفَرُوا فَضَرْبَ الرِّقابِ حَتَّى إِذا أَثْخَنْتُمُوهُمْ فَشُدُّوا الْوَثاقَ فَإِمَّا مَنًّا بَعْدُ وَإِمَّا فِداءً حَتَّى تَضَعَ الْحَرْبُ أَوْزارَها}⁣[محمد: ٤]

  هذه الآية الكريمة لها ثمرات:

  الأولى: وجوب قتل الكفار، لكن قوله: {فَإِذا لَقِيتُمُ الَّذِينَ كَفَرُوا} إن أريد به ملاقاة الحرب فذلك ظاهر، وإن أريد به الموافقة في الحرب وغيره