قوله تعالى: {يا أيها الذين آمنوا إن جاءكم فاسق بنبإ فتبينوا أن تصيبوا قوما بجهالة فتصبحوا على ما فعلتم نادمين}
  ثمرة الآية أن خبر الفاسق لا يقبل، ولا يعمل به؛ لأن الله تعالى أمر بالتبين، وهل فيها دلالة على قبول خبر الستير(١) أو على عدمه؟
  قال أبو علي: فيها دلالة على أنه لا يقبل؛ لأنه لا يحصل به العلم، وأبطل بخبر الاثنين(٢).
  وقيل: بل فيها دلالة على قبول خبر الستير، لأن الله تعالى إنما أمر بالتبيين لكونه فاسقا(٣).
  وقيل: إن دلالتها أن خبر الفاسق مردود، ولا دلالة على غير ذلك من قبول خبر الستير أو رده، وهذا إذا كان فاسقا فسقا صريحا.
  وأما الفاسق من جهة التأويل فذهبت الفقهاء إلى قبول خبره وهو قول القاضي، وأبي رشيد، ويستدل على هذا بأن الفتنة ثارت بعد رسول الله ÷ مع قبول بعضهم من بعض ما رواه، ويقولون: هذا إجماع الصحابة.
  وقال أبو علي، وأبو هاشم: لا يقبل خبرهم؛ لأنه إذا كذب في المعاملات منع كذبه من قبول خبره، فكذلك الكذب على الله ورسوله، وعلى سادات الإسلام.
  يجاب على هذا بأن الكذب المانع من قبول الخبر إنما يكون ممن يتعمده لا ممن كان لا يتعمده، فكذبه لا يقدح فيه.
  قال في الجوهرة: ويأتي على قبول خبر فاسق التأويل كافر التأويل.
  وعن أبي طالب: لا يقبل خبره، والذي حكاه أبو مضر عن القاسم ويحيى، وهو منصوص المؤيد بالله أن شهادة كافر التأويل وفاسق التأويل مقبولة.
(١) هو الذي لا يعرف حاله.
(٢) فإنه يقبل مع عدم حصول العلم.
(٣) فسقا صريحا.