تفسير الثمرات اليانعة،

يوسف بن أحمد الثلائي (المتوفى: 832 هـ)

وقوله تعالى: {وأن ليس للإنسان إلا ما سعى}

صفحة 271 - الجزء 5

  وقوله: {أَلَّا تَزِرُ وازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرى} قيل: كان بين نوح وإبراهيم @ يؤخذ الرجل بجريرة غيره، ويقتل بابنه وأبيه، وعمه وخاله، والزوج بامرأته، والعبد بسيده، فأول من خالفهم إبراهيم #.

  وثمرة ذلك ظاهرة في الأحكام الدنيوية، وكذلك في أحكام الآخرة، وما ورد أن العاقلة تحمل خاص، وما ورد أن الميت يعذب ببكاء أهله متأول أنه إذا أوصى بفعل المنهي عنه.

وقوله تعالى: {وَأَنْ لَيْسَ لِلْإِنْسانِ إِلَّا ما سَعى}

  ظاهر الآية يقضي أن الإنسان لا ينفعه سعي غيره عموما، لكن قد أخرج من العموم صور:

  الأولى: الدعاء للميت والاستغفار له، فإن ذلك يلحق، وقد ادعى الحاكم الإجماع، فكذا النواوي، والإمام يحيى، وعلل الدعاء أنه كالشفاعة، وقد حكى الله تعالى استغفار الملائكة للمؤمنين.

  الصورة الثانية: إذا أوصى إلى غيره لحقه ثواب ما فعل الموصى؛ لأنه نائب عنه بأمره فقد صار له سعي⁣(⁣١).

  قوله تعالى: {أَفَمِنْ هذَا الْحَدِيثِ تَعْجَبُونَ وَتَضْحَكُونَ وَلا تَبْكُونَ وَأَنْتُمْ سامِدُونَ فَاسْجُدُوا لِلَّهِ وَاعْبُدُوا}⁣[النجم: ٥٩ - ٦٢]

  في الكشاف: {أَفَمِنْ هذَا الْحَدِيثِ} وهو القرآن {تَعْجَبُونَ} إنكارا، {وَتَضْحَكُونَ} استهزاء، {وَلا تَبْكُونَ} والبكاء والخشوع حق عليكم، وروي أنه صلّى الله عليه لم ير ضاحكا بعد نزولها.


(١) بياض في الأصول قدر ثلاثة أسطر أو أربعة اسطر ومن أول الصفحة التالية قدر ثلاثة أو أربعة أسطر أيضا.