تفسير الثمرات اليانعة،

يوسف بن أحمد الثلائي (المتوفى: 832 هـ)

قوله تعالى: {ألم تر إلى الذين تولوا قوما غضب الله عليهم ما هم منكم ولا منهم ويحلفون على الكذب وهم يعلمون}

صفحة 331 - الجزء 5

  قال الكلبي: تصدق به في عشر كلمات سألهن رسول الله ÷، ثم نسخ ذلك بقوله تعالى: {فَإِذْ لَمْ تَفْعَلُوا وَتابَ اللهُ عَلَيْكُمْ فَأَقِيمُوا الصَّلاةَ وَآتُوا الزَّكاةَ} قيل: بقيت زمانا ثم نسخت، وقيل: ساعة، وهي وإن كانت متصلة في التلاوة فهي متأخرة في النزول.

  وقيل: نسخت هذه الصدقة بالزكاة، وكانت هذه الصدقة واجبة.

  قوله تعالى: {أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ تَوَلَّوْا قَوْماً غَضِبَ اللهُ عَلَيْهِمْ ما هُمْ مِنْكُمْ وَلا مِنْهُمْ وَيَحْلِفُونَ عَلَى الْكَذِبِ وَهُمْ يَعْلَمُونَ}⁣[المجادلة: ١٤]

  قيل: نزلت في المنافقين تولوا اليهود، ونقلوا إليهم أسرار المؤمنين، عن قتادة، وابن زيد، وقيل: نزلت في عبد الله بن أبي المنافق، وكان يحضر مجلس رسول الله ÷ وينقل حديثه لليهود.

  وثمرتها تحريم موالاة من غضب الله عليه، وقبح اليمين الكاذبة، وأن القبيح مع العلم بقبحه أعظم.

  قوله تعالى: {لا تَجِدُ قَوْماً يُؤْمِنُونَ بِاللهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ يُوادُّونَ مَنْ حَادَّ اللهَ وَرَسُولَهُ وَلَوْ كانُوا آباءَهُمْ أَوْ أَبْناءَهُمْ أَوْ إِخْوانَهُمْ أَوْ عَشِيرَتَهُمْ أُولئِكَ كَتَبَ فِي قُلُوبِهِمُ الْإِيمانَ وَأَيَّدَهُمْ بِرُوحٍ مِنْهُ}⁣[المجادلة: ٢٢]

  قيل: نزلت في حاطب بن أبي بلتعة حين كتب إلى أهل مكة ينذرهم بمجيء رسول الله ÷، فاعلم الله نبيه #.

  وقيل: نزلت في أبي بكر؛ لأنه أباه أبا قحافة يسب رسول الله ÷ فصكه أبو بكر صكة سقط منها وذكر ذلك لرسول الله ÷ فقال له: «لا تعد إلى ذلك» فقال: لو كان معي سيفي لقتلته.