تفسير الثمرات اليانعة،

يوسف بن أحمد الثلائي (المتوفى: 832 هـ)

قوله تعالى: {لا تجد قوما يؤمنون بالله واليوم الآخر يوادون من حاد الله ورسوله ولو كانوا آباءهم أو أبناءهم أو إخوانهم أو عشيرتهم أولئك كتب في قلوبهم الإيمان وأيدهم بروح منه}

صفحة 333 - الجزء 5

  قتله على ظاهر كلام أبي العباس، حيث قال: على المسلم أن يتجنب قتل أبيه المشرك في دار الحرب.

  قال في الشرح: وهو مما لا خلاف فيه لقوله تعالى: {وَصاحِبْهُما فِي الدُّنْيا مَعْرُوفاً}⁣[لقمان: ١٥].

  قال: وروي أن أبا بكر أراد قتل أبيه فقال رسول الله ÷: «دعه يقتله غيرك» هذا كان قبل اسلامه.

  قال محمد بن عبيد الله: وكذلك استحب له أن لا يقتل عمه وأخاه، وهو قول الشافعي.

  قال: لا يقتل ذا رحم رحمه؛ لأنه في ذلك قطيعة الرحم، وقد قال تعالى: {وَاتَّقُوا اللهَ الَّذِي تَسائَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحامَ}⁣[النساء: ١].

  وفي مهذب الشافعي: يكره إلا أن يقاتل، أو يذكر الله تعالى أو رسوله بسوء فلا كراهة.

  ومن الثمرات: كراهة قبول الإحسان من عدو الله؛ لأنه يميل قلبه إلى المحسن، لقوله ÷: «جبلت القلوب على حب من أحسن إليها» ولهذا الحديث الذي رواه الزمخشري | عنه ÷: «اللهم لا تجعل لفاجر ولا لفاسق عندي نعمة».

  روي عن السيد الأوحد شمس الدين أحمد بن الأمير الجبلي ¦ أنه أعيا في مسيره حين خرج إلى اليمن فرآه نصراني فرق له وأركبه على فرس مسافة، وساعده لأجل العجز الذي أصابه فعد ذلك من شوائب سفره.

  وحكي لي أن الفقيه الأفضل العلامة بدر الدين محمد بن سليمان بن أبي الرجال ¦ أطلع بعض تلامذته على أحواله فوجدهم في شدة وانقطاع قوت فرفع أمره إلى الأمير صاحب الدولة بصعدة فأرسل