قوله تعالى: {يا أيها الذين آمنوا إذا نودي للصلاة من يوم الجمعة فاسعوا إلى ذكر الله وذروا البيع ذلكم خير لكم إن كنتم تعلمون فإذا قضيت الصلاة فانتشروا في الأرض وابتغوا من فضل الله واذكروا الله كثيرا لعلكم تفلحون وإذا رأوا تجارة أو لهوا انفضوا إليها وتركوك قائما قل ما عند الله خير من اللهو ومن التجارة والله خير الرازقين}
  والأربعاء والخميس، وأسس مسجدهم، وخرج يوم الجمعة عائدا إلى المدينة، فأدركته صلاة الجمعة في بني عامر بن عوف في بطن واد لهم فخطب وصلى الجمعة، وكانت أول جمعة جمعها رسول الله ÷، وأول جمعة جمعت بالمدينة أقامها سعد بن زرارة. قال في التهذيب: كانت في المدينة.
  وقال في الشرح: كانت أول جمعة جمّعت في الإسلام بعد جمعة جمّعت في مسجد رسول الله ÷ جمعه بجواثا قرية من القرى البحرين من قرى عبد القيس.
  وروي أن أسعد بن زرارة أول من جمع في حرة بني بياضة، وهي قرية ليست بمصر، وهي منفصلة عن المدينة على قدر ميل من بني سلمة.
  وفي السنن في بقيع يقال له: بقيع الحصمان.
  قال في التهذيب: وكان قوم يجلسون يبتاعون ويشترون إذا نودي للصلاة من يوم الجمعة، فنزلت الآية.
  وأما قوله تعالى: {وَإِذا رَأَوْا تِجارَةً أَوْ لَهْواً انْفَضُّوا إِلَيْها} فروى في مسلم بالإسناد إلى جابر بن عبد الله أن النبي ÷ كان يخطب يوم الجمعة فجاء عير من الشام فانتقل الناس إليها حتى لم يبق إلا اثنا عشر رجلا.
  وفي التهذيب أن دحية الكلبي أقبل من الشام بتجارة، وكان يقدم بما يحتاج إليه، ويقف في سوق المدينة، ويضرب بالطبل فقدم قبل إسلامه فخرج إليه الناس ورسول الله يخطب ولم يبق إلا اثنا عشر، وقيل: أحد عشر، وقيل: ثمانية، وقيل: فعلوا ذلك ثلاث مرات لعير تقدم من الشام.
  وعن أبي علي: كان الذين خرجوا من المؤمنين.
  وقال أبو مسلم: ذلك من المنافقين.
  وأما الأحكام المقتطفة من هذه الآية فقد انطوت على خمسة أوامر،